?موقف الدول العربية تجاه القضية الفلسطينية?
ما سأسرده هو رأيي الشخصي لمواقف الدول العربية تجاه القضية الفلسطينية الغير المعلنة وسيسهل فهمها إذا حاولت أن تفكر خارج الصندوق
تم استخلاص هذا التحليل من خلال دراسة استقرائية للتحركات الدبلوماسية بين الدول الشقيقة في مجلس التعاون والدول المتصارعة في منطقة الشرق الأوسط والتغيرات في موازين القوى في العالم خلال السنوات العشر الأخيرة.
في يناير عام ٢٠١٥ بدأت القيادة السياسية الجديدة في المملكة العربية السعودية مشوار نهضتها بتغيير سياساتها الداخلية بطريقة مغايرة عما يعرفه شعوب المنطقة، وكان ذلك بشكل سريع ولافت للأنظار من قِبل جميع الأطياف من عامة الناس والسياسيين والاقتصاديين وغيرهم مع الكثير من التساؤلات من حيث جديّة الخطوة وإمكانية تطبيق مساعيها المعلنة بإصلاح سياسات الدولة الداخلية التي كانت أحد أسباب تأخرها عن ركب التنمية والتقدم والازدهار الذي يليق بعراقة تاريخها وموقعها الجغرافي وثرواتها الطبيعية التي تضاهي اقتصادات الدول الأوروبية إن تم استغلالها بشكل متقن.
ومنذ ذلك الحين وقيادات الدولة تسعى في تخطيطها لإيجاد للطريقة الأنسب للدخول في عالم التطور والريادة الاقتصادية داخلياً وخارجياً، وتطوير منظومة العلاقات الخارجية للدولة مع الدول الشقيقة والصديقة من حيث تغيير نظرة العالم إلى المملكة من كونها دولة مصدرة للإرهاب كما يدعّي الغرب إلى دولة متقدمة ذات ثقل عالمي كما تستحق وذلك لا يأتي إلا بمجابهة المعضلات الجيوسياسية المتنامية لتحقيق الاستقرار الذي هو لبنة الأساس لبناء اقتصاد مستدام ومركز مالي مغرٍ للاستثمار من الدول الأجنبية.
بدأت المرحلة الأولى من مجابهة الصعاب بعدما أقدمت المملكة العربية السعودية في المساهمة في دعم الشرعية في اليمن بعدما شكّلت تحالفاً عسكرياً وفي ٢٦ مارس ٢٠١٥ وبدأت عمليات عاصفة الحزم من ١٠ دول تقوده السعودية يُعرف بـ "التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن ضد جماعة أنصار الله الحوثي الموالية لإيران".
منذ تشكيل التحالف العربي ضد الحوثي والتصعيدات السياسية بين السعودية وإيران بتزايد إلى أن تم قطع علاقات السعودية مع إيران في يناير ٢٠١٦ بعد تعرض سفارتها في طهران وقنصليتها في مشهد لاعتداءات من قبل محتجين على إعدام #الرياض رجل الدين الشيعي المعارض نمر النمر.
استمر النزاع في اليمن بين الطرفين وكل طرف مدعوم من قوى سنية وشيعية من ناحية عسكرية،
ومن زاوية أخرى كانت الإصلاحات الداخلية في المملكة تمشي على قدم وساق بسرعة أذهلت دول الغرب ناهيك عن عدم قدرة استيعاب دول المنطقة للتغيرات السريعة من الناحية الديموغرافية والاجتماعية داخل السعودية.
عند بُزوغ نجم دولة تطمح إلى أن تكون مؤثرة ورائدة في المجتمع الدولي تبدأ القوى النافذة والمهيمنة على العالم بمحاولة كبح جماح هذا الطموح العالي عند كل من يحاول أن يكون ذو نفوذ وتأثير عالمي مما قد يتسبب بتقليل قوة سطوت قائد العالم سياسياً (الولايات المتحدة الأميركية/الغرب) وكما هو حال البشر، وينطبق ذلك أيضاً بين الدول العظمى.
?نوفمبر ٢٠١٩?
صرّح جو بايدن في حملته الانتخابية أنه في حال فوزه، سيجعل المملكة العربية السعودية دولة منبوذة ، وتسبب هذا التصريح بضجة إعلامية، وكان من أسباب هذا التصريح هو عدم خضوع السعودية للتوجهات الليبرالية للولايات المتحدة الأمريكية وجعل الدولة نسخة أمريكية لتكون قدوة للدول العربية
وعدم الخنوع في تطبيق أيديولوجيتها الشذوذية والعديد من المشاكل السياسية بخصوص حرب اليمن وعدم وإدراج جماعة الحوثي في القوائم الإرهابية ورغبة الولايات المتحدة الأمريكية في الخروج من المنطقة وتخفيف الضغط الاقتصادي عليها والعسكري في حماية المنطقة من خلال الضغط على دول الخليج والدول العربية في التطبيع من إسرائيل وتشكيل ناتو خليجي بقيادة إسرائيل تحت مضلة الولايات المتحدة الأمريكية ليصبح ناتو يضاهي الناتو الغربي (حلف الشمال الأطلسي) لأسباب تبدو اقتصادية لكنها واضحة تماماً وهو ما يطمح إليه اللوبي الصهيوني المسيطر على أغلب قرارات الولايات المتحدة الأميركية، ولقد أسهبنا بالشرح في مقالة سابقة عن نوايا اليهود في الشرق الأوسط الجديد الذي يطمحون إلى تشكيله. لمن أراد التوسع والإستزادة في ذلك يرجع إلى المقالة ??
https://t.co/Zsv4TsPmG4
منذ ذلك الحين والعلاقة بين الدولتين في أشد مراحل توترها إلى وقت نجاح بايدن في الرئاسة في يناير ٢٠٢١
بعد التوتر السعودي الأمريكي الحاد، تغير الانطباع عن الصديق الاستراتيجي الأمريكي الذي لم يدعم السعودية والإمارات كما يطمحون في حرب الوكالة مع إيران وبعد صدمة العالم بانسحاب قوات حلف شمال الأطلسي من أفغانستان بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لأسباب غامضة يختلف تفسيرها بين المحللين العسكريين والسياسيين ولكن أكثر ما أجتمع عليه المحللين هو أن سبب الانسحاب هي استراتيجية أمريكية ضد الخطر الصيني المتنامي، وذلك من خلال ترك أفغانستان تسترجع قواها في السنوات القادمة وتصبح قوة إسلامية جهادية وتدعمها الولايات المتحدة الأمريكية في المستقبل لمواجهة الصين بطريق مختلفة عن الطريقة التي دعمت فيها المجاهدين الأفغان ضد الإتحاد السوفييتي في عام ١٩٧٩.
خلال هذه السنوات ٢٠١٩-٢٠٢١ ظهرت تقارير سرية من معاهد دراسات استراتيجية واستخباراتية بأن روسيا تجهز نفسها لغزو أوكرانيا وقد تنامت التحالفات الاستراتيجية بين قوى المعسكر الشرقي التي بدأت تأخذ منحى أكثر جدّية من تحالف بريكس الذي ظاهره تحالف اقتصادي، بل أن التحالفات تطمح لكسر هيمنة القوى الغربية والأمريكية التي أسرفت في استخدام عصاة العقوبات على العديد من الدول التي تخالف سياساتها. لذلك تجد العديد دول الخليج والعربية طلبت الإنضمام إلى مجموعة بريكس في الوقت نفسه تحاول مجاراة الولايات المتحدة الأميركية في التطبيع وهي تعرف تمام المعرفة، وكما قال هنري كيسنجر عرّاف السياسة الدولية (لا يوجد سلام دائم) والتطبيع سيكون مؤقت
وهذا من باب السياسة الدولية
ومن باب الدين أبسط الناس تعرف قول الله تعالى "وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ" (البقرة)
ناهيك عن النوايا الخفية للدول الغربية في اسقاط حكام دول الخليج والدول العربية كما جرى في الربيع العربي الذي لم يكتمل مخططه
أبريل ٢٠٢١،
صرّح الأمير محمد بن سلمان في لقاء تليفزيوني إن "إيران دولة جارة، ونطمح في أن تكون لدينا علاقات مميزة معها .. نريد إيران دولة مزدهرة". في محاولة عن كشف النوايا في إصلاح العلاقات بين البلدين. هذا التصريح كشف عن جدّية المملكة العربية السعودية في التنصل من الاتكال على الولايات المتحدة الأميركية أمنية وعسكرية واقتصادياً
كان ذلك التصريح بمثابة صفعة على وجه الولايات المتحدة التي تريد استمرار الصراع في المنطقة بين الدولتين وعدم الاستقرار ولم يكن بالوقت نفسه تصريح سهل الفهم لعامة الناس وأسباب التغيير الجذري في العلاقات بعد سنين من شدة في المهاترات والحرب الإعلامية من الجانبين على مدار سنوات الحرب ووصف السعودية ودول التحالف بأنهم "أذرع الولايات المتحدة والمشروع الصهيوني".
اتضح لاحقاً أن العراق استضاف منذ أبريل ٢٠٢١ خمس جولات من المحادثات بين السعودية وإيران على مستوى رؤساء المخابرات ورؤساء الأمن القومي.
في يوليو ٢٠٢٢ أعلن العراق، أنه يستعد لاستضافة اجتماع "علني" لوزيري خارجية إيران والسعودية، بطلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، حيث تقوم بغداد بالوساطة لمساعدة المتنافسين الإقليميين على إصلاح العلاقات بينهما.
ومن جانب أخر لقد وضحت في مقال سابق عن التغييرات في العلاقات الدبلوماسية بين دول المنطقة التي قادتها السعودية بكل احترافية، لمن أراد التوسع والاستزادة في تفاصيل التكتلات الإقليمية الجديدة ??
https://t.co/Lp4N56NFJ4
?يوليو ٢٠٢٢?
كانت أول زيارة للرئيس بايدن إلى السعودية وكانت في مثابة الصدمة للمجتمع الأمريكي المناهض للحزب الديموقراطي بسبب خنوع بايدن بعد زيارته السعودية بعد أن راهن على أن يجعلها دولة منبوذة
وكان أحد أسباب الزيارة ضغوطات التضخم وارتفاع أسعار النفط ومحاولته إلى التوصل إلى اتفاق بين الطرفين لخفض أسعار النفط والوقوف ضد روسيا في حربها على أوكرانيا، لكن نتائج الزيارة كانت غير مرضية ولم تصل إلى مستوى الطموح الأمريكي.