مقدمة كتابي (صوت من خارج الصندوق)
وسيصدر قريبا عن "دار إرفاء للنشر والتوزيع"
"لقد جاءت موضوعات هذا الكتاب نتاجا لرحلة طويلة من القراءات الجادة المتنوعة، والتأملات العميقة والمتأنية في آيات القرآن المجيد، امتثالا لأمر ربنا تبارك وتعالى في قوله: https://t.co/JdVhd6WsYY
(أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) محمد 24. ثم البدء بمقارنة ما ورد في الموروث الإسلامي بالنص القرآني المعظَّم، وكذلك النظر الفاحص الكاشف لما يطرحه أعداء الإسلام من شبهات، والاعتماد على القرآن في تفنيدها ودحضها.
وهي رحلة امتدت لما يَنيف على العشرين عاما، سبقتْها قراءات عشوائية كأي قارئ صغير قد بدأ للتو يتذوق طعم الحبر. وقد وجدت أن أخطر ما يواجهه المسلم الوسطي المعتدل المتّزن، هما فريقان متضادان تماما، وكلاهما يقع في أقصى الطرف بالنسبة للآخر، وقد قال الشاعر أبو النجم العِجْلِيّ:
عليك بأوساط الأمور فإنّها
طريقٌ إلى نهجِ الصّوابِ قويمُ
ولا تَكُ فيها مُفْرِطًا أو مُفَرِّطًا
كلِا طَرَفَي قَصْدِ الأمورِ ذميمُ
أما الفريق الأول، والذي يقبع في أقصى اليمين، فهم المتشددون في الدين والمتنطعون فيه، والمنادون بتجميد الفكر الإسلامي عند فهم السلف
معتبرين أي محاولة لنقد الموروث - الذي هو إنتاج بشري - تعديا سافرا على الدين تجب معاقبة صاحبه، بعد كيل التهم الجُزاف له بشكل يكاد يخرجه من الدين كله.
وأما الفريق الثاني المُنزوي في أقصى اليسار، فهم الملحدون والربوبيون واللا دينيون، والذين انخلعوا من الدين جملةً وتفصيلا