في الإسلام، لكل زوج حقوق وواجبات تجاه الآخر. عندما تسأل عن موقفك أنت وزوجتك أثناء تواجدكما في منزل أحد الأقارب، ومن ثم رغبتك في المعاشرة والحساسية التي تشعر بها زوجتك بشأن الاغتسال لاحقاً - وهو وضع ليس أمثل بحسب الأحكام الشرعية - فإن الأمر ينطبق على كلا الطرفين.
وفقاً للمذهب المالكي، وإجماع الفقهاء كما يشير إليه ابن قدامة في "المغني"، والخروج المنوي للمذي (أو المني) سواء كان ذلك باختيارهما أو بسبب النوم، يؤدي إلى وجوب الغسل عليهما. وهذا طالما حدث بشكل متعمد وبشهوة بين الرجل والمرأة. أما بالنسبة لرؤية الماء الخارج أو الشعور بالانبعاث منه، فهي شروط ثانوية فقط لتأكيد وقوع الحدث وتوضيح المسؤوليات المتعلقة به.
ومع ذلك، وبعد النظر في الظروف، تجدر الإشارة إلى أهمية إعادة التفكير في واقع حالكم. إن استمرار العيش تحت سقف واحد مع وجود حاجات شخصية مثل تلك قد يكون صعباً وغير مناسب لأسباب عديدة تتعلق بالحفاظ على الخصوصية والعفاف الذي أمرنا الله به. لذلك، يعد تعزيز الاستقلال في المسكن الخاص بكما خطوة ضرورية لتحقيق حياة زوجية صحية وسليمة وفق الشريعة الإسلامية.
وتذكر أيضاً، كما ذكر ابن مفلح، واجب النفقة والإعاشة والسكن بما يناسب مكانة كل طرف ومكانته الاجتماعية ضمن حدود الكرم المعتاد. لذا، فمن حق زوجتك توفير بيئة مناسبة للعلاقة الزوجية الطبيعية بعيداً عن أي مضايقات خارجية يمكن أن تؤثر سلبيًا على حياتكما اليومية ومعنوياً أيضًا.
الأخذ بتلك النصائح سيضمن لك ولزوجتك تحقيق أعلى درجات الصحبة الطيبة والراحة النفسية والمودة فيما بينكما، وذلك ضمن إطار أحكام الدين الإسلامي القويم.
