تأثير التكنولوجيا على الصحة العقلية للأطفال والمراهقين: دراسة متعمقة

لقد كان للتطور السريع للتكنولوجيا تأثير عميق ومتعدد الجوانب على مختلف جوانب الحياة البشرية. ومن بين هذه الجوانب الأكثر حساسية هي الصحة النفسية والعاطف

  • صاحب المنشور: ساجدة البنغلاديشي

    ملخص النقاش:
    لقد كان للتطور السريع للتكنولوجيا تأثير عميق ومتعدد الجوانب على مختلف جوانب الحياة البشرية. ومن بين هذه الجوانب الأكثر حساسية هي الصحة النفسية والعاطفية للأطفال والمراهقين. مع انتشار الأجهزة الرقمية وتطبيقات التواصل الاجتماعي، أصبح الأطفال يقضون وقتا أطول أمام الشاشات مما قد يؤثر سلبيا على صحتهم العقلية بطرق مختلفة.

أولاً، يمكن لتفاعل الطفولة المبكرة مع شاشات الكمبيوتر والهواتف الذكية أن يضع ضغطًا كبيرًا على نمو الدماغ والتطور الاجتماعي للطفل. الدراسات تشير إلى أنه حتى التعرض اليومي لمدة ساعة واحدة للشاشات قبل سن الثالثة قد يتسبب في تأخير الكلام والجمل الأولية عند الطفل. هذا التأخر ليس مجرد مسألة فورية؛ بل إنه ينذر بأزمة مستقبلية محتملة حيث يكبر هؤلاء الأطفال ليواجهوا تحديات أكبر فيما يتعلق بالمهارات الاجتماعية والاستيعاب المعرفي الأساسي.

ثانياً، يشكل استخدام التكنولوجيا طريقة مباشرة ومباشرة للغاية بالنسبة لأجيال اليوم للحصول على المعلومات والشعور بالإنجاز الفوري. ولكن، بينما توفر الوسائل التقنية العديد من الأدوات المفيدة لتعزيز التعليم ورفع مستوى الوعي العام، فإن الاعتماد الزائد عليها يمكن أن يخلق نوعاً من الإدمان والإرهاق العقلي الذي يتميز بعدم القدرة على التركيز وفقدان الشعور بالتواصل الحقيقي. بالإضافة لذلك، تعرض الأفراد الصغار لمحتوى سلبي عبر الإنترنت مثل التنمر الإلكتروني أو الأخبار ذات المحتوى القلق يمكن أن يساهم أيضاً في تدهور الحالة النفسية لديهم.

كما تؤكد البيانات الأخيرة زيادة حالات الاكتئاب والقلق بين الشباب بنسبة كبيرة خلال العقد الماضي. وهناك رأي مشترك بأن التغيرات الثقافية المرتبطة باستخدام التكنولوجيا تلعب دوراً رئيسياً هنا. فتطبيق وسائل التواصل الاجتماعي خاصة، أصبح جزءا كبيرا من حياة الكثير من الشباب حيث أنها توفر مكاناً لهم لعرض حياتهم الخاصة بطريقة مصطنعة وقد تخلق بيئة تنافسية غير صحية وغير واقعية بشأن المعايير الجمالية والأهداف الشخصية.

وفي الجانب الآخر من العملة، هناك بعض الأمثلة الناجحة لاستخدام التكنولوجيا بصورة إيجابية لتحسين الصحة العقلية لدى الأطفال والمراهقين. توجد الآن تطبيقات متنوعة وألعاب تدريبية تم تصميمها خصيصاً لمساعدة الأطفال الذين يعانون من اضطرابات محددة كالوجه القصير للاهتمام أو فرط النشاط والذي غالبًا ما يصاحبه نقص الانتباه (ADHD). كما سهلت البرامج التعليمية المتخصصة الوصول للمواد الأكاديمية عالية المستوى والتي كانت خارج نطاق معظم المدارس العامة سابقاً.

على الرغم مما سبق ذكره، إلا انه لا تزال هناك حاجة ملحة للدراسات البحثية الموسّعة لفهم جميع العوامل المؤثرة تحديداً وكيف تتداخل تلك المشاهد المختلفة داخل البيئات الحديثة لقضاء الوقت أمام الشاشة. وعلى نحو أكثر أهمية، يجب تعليم الأطفال كيفية استخدام التكنولوجيا باعتدال واستراتيجيًا وذلك بتوفير توجيه أبوي مناسب وتعليم مهارات إدارة الذات منذ مرحلة مبكرة جدًا. إن تحقيق توازن صحي بين العالم الرقمي والحياة الواقعية أمر جوهري لحماية الصحّة العقلية للأجيال الصغيرة وتحقيق مستقبل أفضل لهم وللمجتمع ككل.


الشريف السيوطي

3 Blog Postagens

Comentários