• صاحب المنشور: ضحى البرغوثي
  
  ملخص النقاش:
  لقد شهدت العقود الأخيرة تغييرات جذرية في طريقة تواجدنا والتواصل مع بعضنا البعض، حيث أصبح الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. هذه المنصات الرقمية توفر لنا فرصاً هائلة للتفاعل العالمي الفوري ومشاركة الأفكار والخبرات الشخصية ولكنها قد تحمل أيضاً تحديات صحية نفسية غير متوقعة خاصة لدى الشباب. هذا التحقيق البحثي يستكشف العلاقة بين استخدام شبكات التواصل الاجتماعي والصحة النفسية للأجيال الشابة.

الاستخدام المكثف لوسائل التواصل الاجتماعي والاكتئاب

تشير العديد من الدراسات إلى وجود رابط محتمل بين الوقت الطويل الذي يقضيه المستخدمين على مواقع التواصل الاجتماعية والإصابة بالاكتئاب. وفقًا لتقرير نشرته الأكاديمية الأمريكية للطب النفسي، فإن الأشخاص الذين يقومون بمراجعة حساباتهم على الفيسبوك أكثر من مرة يومياً هم معرضون بنسبة تصل إلى 2.7 ضعف خطر الإصابة بحالات الاكتئاب مقارنة بأولئك الذين يراجعون تلك الحسابات أقل من عشر مرات شهرياً. يبدو أن الطبيعة التنافسية لهذه الشبكات يمكن أن تساهم في الشعور بالنقص الذاتي عند المقارنة المستمرة بالأصدقاء والعائلة الآخرين. بالإضافة لذلك، التعرض الدائم للمحتوى السلبي مثل الأخبار السيئة أو المحتويات المؤذية عبر الإنترنت يمكن أيضا التأثير سلبياعلى الحالة المزاجية العامة للمستخدم.

القلق المرتبط بالمراقبة الإلكترونية

"القابلية للاشمئزاز الرقمي"، وهي حالة جديدة نسبيا مرتبطة بالخوف اللاعقلاني من فقدان الاتصال بالإنترنت، هي أحد الأعراض المتزايدة شيوعاً ضمن فئة اضطراب القلق العام. يعبر المصطلح عن الخوف الشديد لمنع الوصول لمواقع التواصل الاجتماعي وقد يؤدي ذلك لحالات قلق شديدة لدى المستخدمين. كما تشير البيانات الدولية إلى زيادة حالات اضطراب الوسواس القهري التي ترتبط باستخدام الهاتف المحمول والموبايل مما يشير دلائل حول تأثير الاعتماد الكبير على التقنية الحديثة كعامل ضغط نفسي مستمر.

دور وسائل الإعلام الاجتماعية كمصدر للإدمان

يمكن اعتبار إدمان وسائل التواصل الاجتماعي نوع جديد من أنواع الادمان المعرفي حيث يتم التركيزغالبًاعلى تحقيق أكبر قدر ممكن من الانتباه والحصول علي اعلى نسبة تعليقات وإعجابات محددة بفترة زمن قصيرة . تعتمد معظم المواقع الاجتماعية الشهيرة حاليًا نموذج عمل هاما مبني علي جذب انتباه الجمهور أكبر عدد ساعات ممكن حتي تتمكن بذلك من عرض اعلانات مدفوعة الأجر عل عملاء نشطيين داخل بيئتها الرقمية الخاصة بها وهذا الواقع الاقتصادي له تداعيات كبيرة علي الصحة الذهنية للمستهلك النهائي لأن تركيز الشركات الكبرى ينصب أساساً نحو توسيع قاعدة المنافع المالية ولا تأخذ بعين الاعتبار الجانب الانفعالي الداخلي للحالة البشرية أثناء عملية الامتصاص المعلوماتي المنتظمة.

الآثار الإيجابية المتاحة أيضًا

رغم وجود جوانب مظلمة تتعلق بصحة الإنسان وعلاقاته الوثيقة بوسائل الاتصالات المعاصرة إلا إنه ليس كل شيء سلبى بكل الأحوال! إنسهولة تبادل الثقافة والمعرفة والأراء المختلفة جعل العالم مكان أصغر وأكثر تقارباً مما كان عليه قبل الثورة المعلوماتية العالمية الغامرة والتي حدثت منذ قرن واحد مضى مثلاً!. إضافة إلي,أن التشبيهات البصرية لج