• صاحب المنشور: هاجر الحساني
  
  ملخص النقاش:
  التأثير المتضاعف للتكنولوجيا الرقمية على الشباب العربي يمكن اعتباره موضوعًا معقدًا ومتشعب. من جهة، توفر التقنيات الحديثة الوصول إلى المعلومات بسرعة كبيرة وتمكين وسائل التواصل التي تعزز الشبكات الاجتماعية وتفتح الفرص التعليمية والمهنية. ولكن من الجانب الآخر، هناك مخاوف متزايدة حول الآثار المحتملة لهذه الأدوات على الصحة العقلية والجسدية للجيل الشاب في المنطقة العربية.

الاستخدام الزائد والتوعية الصحية:

تشير الدراسات الحديثة إلى وجود رابط بين استخدام الإنترنت والأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة وبين زيادة احتمالية الإصابة بالاكتئاب والقلق واضطراب النوم لدى الشباب. هذا ليس مفاجئاً بالنظر إلى البيئة المستمرة والمليئة بالتشتيت والتي غالباً ما تكون جزءاً من تجربتهم اليومية عبر الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة.

الأمراض المرتبطة بالجلوس لفترة طويلة مثل أمراض القلب والسمنة أيضاً تظهر بتكرار أكبر عند فئات عمرية أصغر تتفاعل أكثر مع العالم الرقمي مقارنة بالأجيال الأكبر سنّاً. بالإضافة لذلك، فإن الضغط الاجتماعي والعزلة الناجمة عن الاعتماد الكثيف على الوسائل الافتراضية قد يساهم أيضًا في تراجع الحالة الصحية النفسية.

دور الأسرة والمجتمع:

في المجتمعات العربية ذات القيم العائلية القوية، يلعب الدور الجماعي والحفاظ على الروابط الشخصية دوراً حاسماً في دعم صحة الأفراد. هنا يأتي دور الأهالي والمؤسسات التعليمية لتوجيه وتعليم الأطفال والشباب كيفية تحقيق توازن صحي بين الحياة الواقعية والعالم الرقمي. برامج التربية الجنسية الجديدة التي تشمل إدراك المخاطر الصحية للأجهزة الإلكترونية يمكنها تقديم مساهمة مهمة.

الحلول المقترحة:

1. تعزيز التربية الرقمية: يجب دمج دروس السلامة الرقمية والإرشاد النفسي ضمن المناهج المدرسية. هذه الخطوة ستمكن الطلاب من فهم الفوائد والمعوقات المرتبطة باستخدام التكنولوجيا بطريقة مستدامة صحيا وعاطفياً.

1. تطبيق قيود زمنية: تحديد حدود للاستخدام اليومي للتكنولوجيا يمكن أن يساعد في تقليل فرصة التعرض لمستوى مرتفع من التحفيز الذي يرتبط بالإدمان وأعراض الاكتئاب الأخرى. استخدام أدوات مراقبة الوقت الشائعة أو حتى الاتفاقيات المنزلية بشأن وقت اللعب أمام الشاشة يمكن أن يكون فعالاً.

1. أنشطة خارجية: تشجيع النشاط البدني والخارجي يقوي العلاقات الشخصية ويخلق بيئة طبيعية هادئة بعيداً عن ضغوط الانترنت. رياضة جماعية ككرة القدم أو كرة السلة مناسبة لهذا الغرض ويمكن تنظيمها خلال فترات فراغ الطلاب بعد الانتهاء من واجباتهم وتحضير دروسه الخاصة بهم.

1. الدعم المهني: بالنسبة لأولئك الذين يواجهون أعراضاً نفسية خطيرة بسبب استخدامهما للتكنولوجيا، يُوصى بفريق متخصص للمساعدة والدعم بما يشمل جلسات العلاج والاستشارات المنتظمة لتحسين حالتهم العامة والنفس