- صاحب المنشور: عبد الحق بن البشير
ملخص النقاش:يواجه العالم تحديات بيئية كبيرة مع ارتفاع درجات الحرارة العالمية وتزايد ظاهرة الاحتباس الحراري. أحد القطاعات الأكثر حساسية للتغير المناخي هو الزراعة، والتي تعد العمود الفقري للاقتصاد العالمي وتلعب دوراً أساسياً في توفير الغذاء الأولي للبشرية. إن التغيرات الجوية الشديدة مثل الجفاف المطول والأمطار غير المتوقعة تؤدي إلى خسائر هائلة في المحاصيل وتؤثر على إنتاجيتها وكفاءتها. لذلك، يصبح البحث عن حلول مستدامة لقطاع الزراعة أمر ضروري لمواجهة هذه العقبات البيئية المرتبطة بالتغير المناخي.
تتضمن الاستراتيجيات المقترحة لتحقيق زراعة مستدامة عدة جوانب مهمة. أولاً، يمكن استخدام تقنيات الري الذكي لتقليل هدر المياه وضمان وصولها للأماكن الصحيحة خلال فترات الأمطار الناقصة أو الفائضة. ثانياً، تشجيع الزراعة الدوارة والتنوع النباتي الذي يساعد في تحسين صحة التربة ويقلل الاحتياج للمخصبات الكيميائية الضارة بالبيئة والصحة العامة. بالإضافة إلى ذلك، يعطي التركيز على الأبحاث العلمية وأساليب الإدارة الحديثة نتائج مثمرة فيما يتعلق بتطوير أصناف محاصيل مقاومة للجفاف والحشرات وغيرها من العوامل الطبيعية القاسية التي قد يتسبب بها تغير المناخ.
كما تلعب سياسات الحكومة دورًا حاسمًا في دعم الانتقال نحو ممارسات زراعية أكثر استدامة. ومن أمثلة تلك السياسات تقديم المساعدات المالية للدعم التقني والتشغيلي للفلاحين والمزارعين الصغار حتى يتمكنوا من تبني طرق جديدة ومبتكرة لإنتاج غذائي آمن وصحي دون التأثير السلبي على البيئة. كذلك فإن تطوير الأسواق اللامركزية والمحلية يشجع المنتجين المحليين ويعزز الاقتصاد الوطني بينما يساهم أيضًا في الحد من انبعاثات الكربون المرتبطة بنقل البضائع لمسافات طويلة.
ختاماً، يعد التعامل مع قضيتي التغير المناخي والاستدامة ضمن قطاع الزراعة مسؤولية عالمية مشتركة تستدعي العمل متعدد الجهات ومتعدد المجالات بهدف ضمان بقاء نظام غذاء فعال وقادر على مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين بكل كفاءة واستدامة ممكنتين.