مهرجان شكر نتنياهو ولقاحات قلة الأدب
إبتهال بنت سيف الميمنية
ما كدنا نتجاهل على مضض مقال سعيد بن مسعود المعشني والذي عنونه بـ"تسويق الفشل" لخلوه من مضمون الفكرة ولكونه رأي متشنج يعبر عن رأي أحادي أو ثقافة قطيع في مجموعة ما جعلت نصب عينيها أن ترى المواطن جاحد ناقم يصب جام
غضبه على كل فرد بحكومته, تكره أن تراه شاكر ممتن يشيد بعبارات العرفان من باب رد الجميل للؤسسة الصحية, حتى خرجت لنا عائشة السيفية بمقال لا يقل تشنجاً وإعتصاراً للجوف وإستدراج التأفف والدموع, الفرق أن السيفية كتبت مقالها بعنوان "فقر اللقاح المدقع" وهي متفيقة تماما أو أن مكافأتها
أوفر رصيداً وأفضل منصباً.
وحيث أن المقالين تطابقا تماما في الغاية كأنها خرجا من نفس المزرعة فهذا يكفي لكي يستدرك القارئ عقله ويفهم أن المقصود هي حرب خفية بين لوبيات تقع في أوسط الهرم تتقاتل فيما بينها لكي تصل الى ما وصله الشرفاء قبلهم حين أغلقوا باب الفساد الاداري لكي يعاد
فتحه, وحيث أوصدوا رتاج الحنفيات الليلية التي تشفط منها ميزانيات البلد المخصصة لخدمة الشعب لكي يتم كسرها و الشرب من أنابيبها, ولكي يتم إزاحة الشرفاء ليحل محلهم مدراء عموم متلهفون لرائحة المال, برفقة عشيقاتهم اللاتي رافقن مسيرتهم إعلامياً وصحفياً وفنياً.
(يتبع)
فحوى المقالين تتشابه في الهدف رغم إختلاف السرد, وهو أنك لكي تكون مواطن مواطن صالح بنظر المعشني والسيفية فعليك أن لا تشكر أي فرد في وزارة الصحة على ما قدمه للوطن, بل عليك الحزن على من قد مات ومن سيموت, والتذمر من وضع المسرحين ومن سيسرحون بعد حين, وعليك البكاء على الاموال المفقودة