- صاحب المنشور: الطاهر بن زيد
ملخص النقاش:
في ظل التحول الرقمي المتسارع الذي يشهده العالم اليوم، أصبح التعليم غير النظامي خياراً متزايداً للعديد من الأفراد الذين يسعون لتحقيق تطلعاتهم العلمية والمهنية. هذا النوع من التعليم، والذي يشمل دورات عبر الإنترنت والكورسات الافتراضية وبرامج التعلم الذاتي، يستجيب لاحتياجات جيل المعلومات حيث يمكن الوصول إليه على مدار الساعة ومن أي مكان. ولكن رغم الفوائد العديدة التي توفرها هذه الطرق الجديدة للتعلّم، فهي تواجه مجموعة من التحديات.
أولى هذه التحديات هي مسألة جودة البرامج والمواد التدريسية المقدمة. قد لا تتمتع العديد من الكورسات الإلكترونية بنفس المستوى العالي من الجودة كما نجد في الجامعات التقليدية. بالإضافة إلى ذلك، هناك خطر الانحراف أو الإنقطاع بسبب غياب البيئة الصفية المحفزة والتفاعل الشخصي مع المعلمين وأقران الطلاب.
ثانياً، تأتي قضية الاعتراف الرسمي بالشهادات والعقبات المرتبطة بها. بينما تقدم بعض المؤسسات شهادات معتمدة دولياً، فإنه لا زال يوجد الكثير ممن لا يحصلون على اعتراف رسمي مما قد يؤثر سلباً على فرص العمل المحتملة.
ثالثاً، تشكل الثغرات الرقمية مشكلة كبيرة للأشخاص الذين ليس لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت ذات السرعة الكافية أو الأجهزة المناسبة للتعلم عبر الإنترنت. وهذا يعزز فكرة عدم المساواة الاجتماعية والاقتصادية ويقلل الفرصة المتاحة أمام الجميع للحصول على التعليم الجيد بغض النظر عن خلفياتهم المختلفة.
بالمقابل، تتضمن تطورات التعليم غير النظامي عدة جوانب إيجابية أيضا. فهو يسمح بتخصيص الخطة الدراسية بناءً على الاحتياجات الشخصية لكل طالب وهو أكثر مرونة بكثير مقارنة بالنظام الأكاديمي التقليدي. علاوة على ذلك، أدى ظهور تقنيات جديدة مثل الواقع المعزز (AR)، الواقع الافتراضي (VR) والحوسبة السحابية إلى تعزيز تجربة التعلم رقميًا وجذب عدد أكبر من الناس لهذا القطاع ذو النمو السريع.
وفي نهاية الأمر، يتطلب الأمر منظومة شاملة ومتكاملة لتوجيه واستدامة التعليم غير النظامي فعليا - بداية من وضع معايير عالية للجودة والإدارة الحكيمة لهذه المنظومة حتى تضمن حصول جميع الطلاب سواء كانوا محليين أم عالميين على فرصة عادلة ومستقبل أفضل. لذلك يجب التركيز على حلول تجمع بين الجانبين العملي والثقافي لمواجهة تلك التحديات وإطلاق كامل القدرة التعليمية للقوى العاملة الغير نظامية بالمستقبل القريب.