- صاحب المنشور: شريفة الرشيدي
ملخص النقاش:
تواجه البشرية اليوم تحديًا كبيرًا يتعلق بمستقبل الكوكب الذي نعيش عليه. هذا التحدي هو أزمة المناخ، التي تصاعدت حدتها بسبب الانبعاثات الغازية الضارة الناجمة أساساً عن حرق الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع غير مسبوق لدرجة الحرارة العالمية والمناظر الطبيعية الجوية القاسية مثل موجات الحر الشديد والجفاف والعواصف العاصفة والفيضانات المدمرة. إن هذه الظواهر هي نتيجة مباشرة للتغير المناخي، والذي يشكل تهديدا خطيرا ليس للمدن فحسب بل أيضًا للبيئات الطبيعية وللفلاحين وأسواق الأسماك ومجتمعات الصيد حول العالم.
إن الهدف العالمي الوحيد الذي يمكن أن يعالج بشكل فعال الأسباب الجذرية لهذه المشكلة المعقدة هو التحول نحو الاقتصاد الأخضر المستدام عبر اعتماد تقنيات طاقة متجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها ذات التأثير البيئي المنخفض أو معدومة. يوفر لنا استخدام مصادر الطاقة النظيفة فرصة فريدة لتحقيق العديد من الفوائد الاجتماعية والاقتصادية بالإضافة إلى الحد من آثار تغير المناخ. لكن الطريق أمام تحقيق هذه الرؤية ليس سهلاً؛ حيث تتطلب عملية التحول الكبير جهودا جبارة وتغييرات كبيرة في البنية التحتية والصناعة والتكنولوجيا والنظم السياسية والسلوك الإنساني العام كذلك.
التحول نحو الطاقة المتجددة له عدة جوانب حاسمة تستحق النظر فيها:
- الاستثمارات الأولية مقابل التوفير على المدى الطويل: تكلفة تركيب وإنتاج وحدات توليد الطاقة التقليدية غالبًا ما تكون أعلى نسبياً مقارنة بتلك الخاصة بالأنظمة الجديدة المعتمدة على موارد طبيعية متاحة مجاناً كالشمس والرياح والتي تتميز بقلة الاحتياج لأعمال صيانة منتظمة نظراً لطول عمرها الإنتاجي.
- الابتكار التكنولوجي: شهد قطاع تطوير تكنولوجيا الطاقة المتجددة تطورًا ملحوظاً خلال العقود الأخيرة مما أدى لانخفاض مستمر لسعر الوحدة المنتجة منها. وهذا الاتجاه مردّه زيادة الاستثمار البحثي والاستثماري في المجالات العلمية المرتبطة بها وبروز شركات مبتكرة جديدة تسعى لتقديم حلول أكثر فعالية وكفاءة واقتصاداً لاستخدام تلك الموارد الطبيعية الهائلة المحتملة كمصدر رئيسي لإمدادات الكهرباء اللازمة لعالمنا الحديث بسرعة أكبر وأقل تكلفة مع مرور الزمن.
- تأثيرات بيئية أقل: تعمل مشاريع الاعتماد على مصادر طاقة ناعمة ومنخفضة الكربون أيضاً على تخفيف الآثار الجانبية الضارة المرتبطة بحفر واستخراج واستخدام الوقود الأحفوري التقليدي إذ أنها توفر بديلا ينتج عنه انبعاثات ضئيلة للغاية من ثاني أكسيد الكربون - وهو المحرك الرئيسي لقوة الاحتباس الحراري للأرض – فضلًا عمّا ذُكر سابقاً بشأن نقص حاجته لحاجة قصوى للإصلاح والصيانة. كما أنه بوسعه المساهمة بالتخلص التدريجي للنفايات الخطرة والحوادث الصناعيّة المؤدية لنكسات صحّية خطيرة أثرت بالسالب على حياة ملايين الأفراد منذ عقود مضت ولا تزال حتى الآن تشكل عامل خطر محتملاً لبقاء الكثير منهم داخل المناطق المصابة بالأمراض المعدية الفتاكة.
- تحسين الأمن الطاقوي الوطني والدولي: سيؤدي التركيز الحكومي والشراكات الدولية المختلفة لدعم نقل الملكيات والثغرات المعرفية حول كيفية بناء وتشغيل وصيانة شب