• صاحب المنشور: أنيس بن عيشة
  
  ملخص النقاش:
  يحمل هذا النقاش سلسلة من وجهات النظر المتباينة حول دور الذكاء الاصطناعي في المجتمع، مُركِّزة بشكل خاص على تأثيراتِهِ الاقتصادية والاجتماعية. يبدأ صاحبُ الموضوع بتسليط الضوء على أهمية عدم الاكتفاء برؤية الفوائد الظاهرة للذكاء الاصطناعي، بل أيضاً بالنظر إلى الاحتمالات السلبية كتعميق الفجوات الاقتصادية والطبقية بسبب أتمتة بعض الوظائف. ويطرح الأسئلة الجدلية حول قدرة البشر على منافسة الأنظمة الذكية، مشدداً على الحاجة الملحة لتطوير مهارات الإنسان عوضاً عن التركيز الزائد على تطور التكنولوجيا وحدها.

يتفاعل صهيب بن جلون مؤيداً تلك المخاوف، مؤكداً على احتمال تفاقم توزيع الدخل وانقسام المجتمع بناءً على امتلاك المسائل الجديدة أو القدرة على استخدامها. يقترح أنه بينما توفر الذكاء الاصطناعي مزايا مثل الكفاءة والسرعة، فهو يتسبب أيضًا في تحدٍّ للجنس البشري من خلال دفع بعض المجالات خارج سوق العمل التقليدي. لذلك يدعو صهيب إلى خطة شاملة تستهدف إعادة تأهيل القوى العاملة، فضلاً عن الاعتراف بأهمية مواصلة تطوير السمات الإنسانية كالابداع، الحكم الاخلاقى والتواصل المجتمعى .

وفي المقابل، تقدم هبة البرغوثي منظور مختلف، معتبرة أنّ الذكاء الاصطناعي رغم تغييراتِهِ المؤسفة، قادرٌ أيضا على إنشاء وظائف جديدَة وغير معروفة سابقا والتي تتطلب مجموعة فريدة من المهارات ذات طابع رقمي متزايد. وترى ان المسيطر عليه ليست العقبات الناجمة عنها ولكن طريقة ادارتها واستيعاب العامة لها بحيث تكون مفيدة للجميع بدون تمييز اجتماعي أو طبقي واسع الانتشار داخل الدولة الموحدة.

أمّا آمين بن محمد فعلى الرغم من اتفاقه مع رؤية هبة الأولية، إلا انه يحذر من السرعة المتزايدة للتغيير التكنولوجي ومدى صعوبة المواكبة بالنسبة لكافة افراد الجمهور المستهدف بخاصة أولائك الذين يعملون ضمن القطاعات القديمة الأكثر عرضة للإزالة بالقضاء عليها بمعدلات مرتفعه بالمقارنة بباقي الأعمال الأخرى الحديثة نسبيا. ويتحدث هنا تحديداً عن حاجتنا لرصد سياساتي للحكومات والشركات الخاصة لدعم عملية التحويل الرقمية المتسارعة وإصلاح النظام الحالي قبل انفجار النطاق بين الفقراء والأغنياء بشكل ملفت للغاية مقارنة بما سبقه سابقًا لفترة طويلة مضت.

بشكل عام ، يعد هذا المنظور ثنائياً – ذا الوجهين والإيجابي والسلبى– للدلالة علي مصير مجال الذكاء الصناعى وكذلك جدواه فى مجالي الحياة المدنية والصناعة المعاصرين. إنه توازن هش بين الفرص والمخاطر المحتملة وهو إذ يحاول تقديم حلول وسطية لحماية الغير حاصلين علـى شروط مغالاة السوق واحتقانه ضد اضعاف قيم الشعوب وضعف مستوى دخلهم الشهري المعتدل حاليا والذي قد يأخذ منحنى تصاعدياً لدى بداية ظهور انواع جديدة منه وبالتالي تغيير الروتين اليومي منذ انتقالها داخل بيئة أعمال العصر الحديث رقمياً!