• صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
  
  ملخص النقاش:
  

  في العصر الرقمي الحالي، أصبح استخدام وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة الشباب العربي اليومية. رغم الفوائد العديدة التي تتيحها هذه المنصات مثل الاتصال بالآخرين وتبادل الأفكار والمعلومات، إلا أنها قد تحمل أيضًا عواقب خطيرة على صحتهم النفسية.

تُظهر الدراسات الحديثة زيادة ملحوظة في حالات الاكتئاب والقلق بين فئة الشباب العربي الذين يقضون ساعات طويلة على مواقع التواصل الاجتماعي. يعزو العديد من الخبراء النفسيين ذلك إلى مجموعة متنوعة من العوامل:

1. المقارنة الاجتماعية

يعد الشعور بالدونية مقارنة بأقرانهم أحد أكبر التهديدات للصحة النفسية عبر الإنترنت. غالبًا ما يصور الأشخاص حياتهم بطريقة مشعة ومثالية، مما يؤدي إلى شعور المستخدمين بأنهم غير كافيين أو ناقصين. هذا يمكن أن يساهم في انخفاض احترام الذات وانعدام الإنجاز الذاتي.

2. التنمر الإلكتروني "التسيدينج"

يمثل التسيدينج تهديداً هائلاً آخر للأطفال والمراهقين والشباب. حيث يمكن لهؤلاء الانتقام والتسبب في الأذى تحت ستار الخصوصية وعدم الكشف عن الهوية. قد تؤثر تجارب التحرش الإلكتروني بشدة على صورة المرء عن نفسه وثقته بنفسه وقد تدفع البعض نحو عزلة اجتماعية شديدة.

3. إدمان الشبكات الاجتماعية

إن اعتماد الشباب المستمر على وسائل الإعلام الاجتماعية قد يصل به الأمر لإصابتهم بالإدمان عليها. حيث تصبح هي الأولوية الأولى لهم حتى فوق الاحتياجات الأساسية الأخرى كالراحة والنوم الجيد وأوقات اللعب والعلاقات الشخصية الحقيقية. إن نقص النوم والساعات الطويلة أمام الشاشات الرقمية ترتبط بعواقب نفسية وجسدية ضارة.

4. تأثير المعلومات الزائفة

وسائل التواصل الاجتماعي ليست دائماً موضع ثقة حينما يتعلق الأمر بمصداقية الأخبار والمعرفة العامة. فقد انتشرت مؤخرًا ظاهرة انتشار الأخبار المفبركة وغير الدقيقة والتي لها آثار عميقة خاصة عند تناول موضوعات حساسة متعلقة بالدين والدولة والقضايا السياسية وغيرها الكثير مما يحمل رسالته الخاصة المؤثرة.

الحلول والاستراتيجيات المحتملة:

• تعزيز التعليم حول الاستخدام الآمن والصحي لوسائل التواصل الاجتماعي.
• تشجيع الأنشطة العملية الخارجية والرياضية لتحسين نوعية الحياة والحفاظ على توازن روحي وصحي أفضل.
• وضع حدود زمنية محددة لاستخدام الهاتف المحمول والأجهزة المتصلة بالإنترنت.
• بناء مجتمع رقمي أكثر ايجابية واحتراماً للمحتوى المشترك.

خاتمة

على الرغم من كون وسائل التواصل الاجتماع مفيدة وتعزز الرابط القائم مع العالم الخارجي، فإن لهذه التقنية جوانبا سلبية تحتاج لأن تتلقى اهتماما خاصا من قبل المجتمعات العربية للحفاظ على سلامتها وسعادة شبابنا الواعد.