أزمة المناخ والزراعة المستدامة: طريق مستقبل أكثر خضرة وأمانًا غذائيًا

تشكل أزمة المناخ تحدياً عالمياً متعدد الأبعاد يهدد كوكبنا ومستقبل الإنسانية. ومع ذلك، فإن الزراعة - التي تعد أحد أهم القطاعات المساهمة في انبعاث ال

  • صاحب المنشور: كشاف الأخبار

    ملخص النقاش:

    تشكل أزمة المناخ تحدياً عالمياً متعدد الأبعاد يهدد كوكبنا ومستقبل الإنسانية. ومع ذلك، فإن الزراعة - التي تعد أحد أهم القطاعات المساهمة في انبعاث الغازات الدفيئة بسبب اعتمادها الكبير على الوقود الأحفوري والممارسات الضارة بيئيا مثل التعرية والتلوث المائي وتدهور التربة- تحمل أيضا القدرة على أن تكون جزءا حاسما من الحلول لمكافحة تغير المناخ.

الزراعة المستدامة، والتي تتضمن استخدام تقنيات مبتكرة وعمليات زراعية محسنة للحفاظ على الموارد الطبيعية مع زيادة الإنتاج وتحسين الأمن الغذائي، تكتسب اليوم زخمًا كبيرًا كاستراتيجية رئيسية للتعامل مع آثار التغير المناخي. هذه الطريقة المتعددة الجوانب تتطلب تعاوناً دولياً وبرامج تدريب للمزارعين وصغار المنتجين بالإضافة إلى دعم سياساتي قوي لتحفيز التحول نحو نظم إنتاج غذائية صحّية ومتجدّدة بيئيّاً.

التحول نحو الزراعة المستدامة

تتوافر العديد من الأدوات العملية لتنفيذ الزراعة المستدامة. أولى هذه الخطوات هي تطبيق نظام تناوب المحاصيل الذي يساعد في الحفاظ على جودة التربة ويقلل الاعتماد على المبيدات الكيميائية والأسمدة الصناعية الضارة بالبيئة والصحة العامة. كما يمكن لاستخدام التقنيات الحديثة كالدُّرْوَسات الفضاء ورصد الأرض عبر الأقمار الاصطناعيّة تقديم بيانات مهمّة حول خصوبة الأراضي ومدى استجابتِها للتغيرات المُختلفة.

بالإضافة لذلك، تعد الحيازات الصغيرة عاملا أساسيا في تحقيق الاستدامة الزراعية حيث تساهم بنسبة كبيرة من الإنتاج العالمي للأغذية ولكنها تواجه عادة تحديات في الوصول إلى الائتمان والتقانة الحديثة. هنا يأتي دور البرامج الحكومية والداعمين غير الحكوميين بتقديم الدعم الفني والمعرفي لهذه المجتمعات الريفية الفقيرة لتسهيل انتقالهم لوسائل الإنتاج الأكثر فعالية وكفاءة.

دور السياسات والحوافز الاقتصادية

تلعب السياسات الحكومية دوراً محورياً في تشكيل البيئة التشريعية والاقتصادية المؤيدة للزراعة المستدامة. فمن خلال فرض ضرائب على الانبعاثات المرتبطة بأنشطة زراعية عالية التأثير، يمكن تحويل المشهد الحالي نحو نماذج أعمال أقل ضرراً بالبيئة. كذلك تقديم المنح والإعفاءات الضريبية للشركات والمزارعين الذين يتبنون ممارسات صديقة للبيئة يشجع على نشر أفضل الممارسات الواعدة.

وفي نفس الوقت، يجب مراعاة تأثير المقايضات المحتملة لهذا التحول؛ فقد ينتج عنه ارتفاع مؤقت في تكلفة بعض المنتجات الغذائية نتيجة زيادة المصروف الرأسمالي والاستثماري الأولي. لكن بالنظر لأجل طويل المدى، ستكون المكاسب الأكبر تتمثل في الحد من مخاطر العجز الغذائي الناجم عن عدم الاستقرار المناخي وخفض التكاليف الصحية ونفقات المعونة الاجتماعية جرَّاء الأمراض المتحورة نتيجة عوامل تغيُّرٌ بيئيٌِّ .

تحقيق التوازن بين الأمن الغذائي والنمو الأخضر

إن بلوغ هدفين متعارضين ظاهريّا هما الأمن الغذائي والمساعي


Comments