تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات الاجتماعية

لقد غيرت شبكة الإنترنت وتطبيقاتها طريقة تفاعلنا مع بعضنا البعض بشكل جذري خلال العقدين الأخيرين. ومن بين هذه التطورات البارزة ظهور مواقع التواصل الاجتم

  • صاحب المنشور: عتبة بن عمر

    ملخص النقاش:
    لقد غيرت شبكة الإنترنت وتطبيقاتها طريقة تفاعلنا مع بعضنا البعض بشكل جذري خلال العقدين الأخيرين. ومن بين هذه التطورات البارزة ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، التي باتت جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية. بينما توفر لنا هذه المنصات العديد من الفوائد مثل التواصل الفوري والوصول إلى المعلومات بسرعة، إلا أنها أثرت أيضاً بطرق متعددة على ديناميكيات العلاقات البشرية التقليدية.

الاستخدام المتزايد لمواقع التواصل الاجتماعي

مع زيادة عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عالميًا - حيث يبلغ حاليًا أكثر من 4 مليارات شخص بنسبة تقارب نصف سكان الأرض وفقًا لبيانات عام ٢٠٢٣ حسب شركة "Statista"- فإن تأثير هذا الأساس الرقمي يتوسع باستمرار ويتداخل مع الواقع الحقيقي. يُتيح استخدام وسائل الإعلام الجديدة الوصول الفوري والتواصل الدائم دون قيود المكان أو الوقت؛ مما يؤدي غالبًا إلى تغيير طبيعة كيفية بناء الأشخاص للعلاقات والحفاظ عليها.

التأثيرات الإيجابية

يمكن لعلاقات الشبكات الافتراضية عبر الانترنت ان تعزز الروابط الموجودة بالفعل وإنشاء روابط جديدة أيضًا. يمكن للأفراد الذين يشاركون اهتمامًا مشتركًا إنشاء مجموعات دعم افتراضية تتجاوز الحدود الجغرافية، كما حدث خلال جائحة كوفيد-19 عندما اضطر الناس للعزل الذاتي وغسلوا أيديهم بموجة هائلة من الاتصال الرقمي. بالإضافة لذلك، تقدم منصات التواصل فرصة للتعبير الحر والمشاركة المفتوحة حول الأفكار والقضايا الشخصية، والتي قد تكون محظورة أو مقيدة اجتماعيًا خارج العالم الإلكتروني.

الآثار السلبية المحتملة

على الرغم من فوائدها الواضحة، تأتي ثنائيوية الجانب للشبكات الاجتماعية مصحوبة بمخاطر محتملة ومخاوف بشأن الصحة النفسية والعلاقات الإنسانية. هناك مخاطر مرتبطة بالتوقعات الزائدة للحصول على الإعجابات والمتابعات، والتي قد تؤدي إلى شعور زائف بالأمان وعدم القدرة على التعامل مع الانتقاد الواقعي. علاوة على ذلك، غالبًا ما ينتج عن هذه المنصات الشعور بالوحدة والسلبية بسبب الضغط المجتمعي والكشف المستمر عن حياة الآخرين المثالية ليساعدوها خلف الأنظمة. وهناك خطر آخر يتمثل بتدني جودة المحادثات وجهًا لوجه نتيجة الاعتماد الكبير على الرسائل القصيرة البديلة.

الحلول المقترحة

لتعظيم الفوائد وتقليل السلبيات المصاحبة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعى، يقترح الخبراء تطبيق نهج معتدل ومتكامل يشمل:

* تحديد حدود واضحة لاستخدام الهواتف والأجهزة الأخرى خلال فترات الراحة والاستجمام مع العائلة والأصدقاء.

* تشجيع الحوارات المنتظمة وجهاً لوجه لتعميق فهم العلاقات والثقة.

* مراقبة المحتوى الذي يتم تناوله والبحث عنه بعناية لتحقيق توازن بين استكشاف الفرص التعليمية والتجارب الشخصية وإدارة وقت الشاشة.

* تطوير مهارات إدارة الذات القوية لدعم الأمن النفسي الشخصي ضد المؤثرات الخارجية المضرة بالثقة بالنفس وتعزيز احترام الذات.

في النهاية، رغم تحدياتها العديدة، تبقى شبكات التواصل الاجتماعي أدوات فعالة للمساعدة في بناء مجتمع رقمي شامل يسمح بإمكانية مشاركة المعرفة والدعم البشري العالمي


بشرى بن محمد

19 blog posts

Reacties