كيف تستطيع أن تتحدث مع رجل الشارع العربي الذي يعتقد تماما أن بلدك تشبه بلده وأنك تشبهه. وأنه لا يميزك أي شيء عنه سوى أن عندك بترول لا تستحقه.
كيف تستطيع أن تشرح له أنك في أعظم عشرين اقتصاد في العالم، بأنك دولة متقدمة جدا. وأن وضعك المعيشي ممتاز ونظامك الصحي بمستوى أوروبا؟
كيف؟
رجل الشارع العربي المسكين تعرض لحملات تجهيل منظمة من قبل مفكريه التابعين للاتحاد السوفييتي البائد وطرائق تقييمه للأمور وتسييسه لكل شيء. المفكر الذي يرى نفسه مجرد ضابط توجيه سياسي سوفييتي دون أن يشعر ويقوم بتسويق الخزعبلات لمستهلك المعلومة العربي موجها سهامه الحادة ضد السعوديين.
السؤال "لماذا" أصبح سؤالا يخلو من المعنى فالسبب لم يعد مهما فرجل الشارع العربي قرر وأصدر حكمه وانتهى وأصبح يعيش حياته ليبرر الحكم الذي أصدره بالأحداث التي يضعها في قالب يسمح له بتبرير البروباجاندا التي حشيت في عقله.
أتذكر جيدا عندما كنت أفخر بقدرات قواتنا الجوية الجبارة ودفاعنا الجوي الأفضل ولا يشابهه أحد في عالمنا سوى الاسرائيلي كنت أواجه حائط الجهل الذي يغلف عقل رجل الشارع العربي حيث يرد علي ربما دون تفكير: متعرفوش تشغلوا المعدات دي. جايبين أجانب يشغلوها.
كنت أتعجب من رجل الشارع العربي عندما يقول لي أن كل إنجازاتنا في كل مجال في الطب والهندسة والشعر والثقافة والأدب والتأمل وحتى الفلسفة التي نشأت في بيئتنا المحلية يفسرها رجل الشارع العربي ب "انتوا عندكو بترول" وهنا ينتهي النقاش بالنسبة له فالتفسير أمامه ولا يحتاج لكثير تأمل.