- صاحب المنشور: أسماء العسيري
ملخص النقاش:
في العصر الحالي الذي يشهد تزايدًا ملحوظًا لاستخدام الوسائل الرقمية والتكنولوجيا، أضحى دور وسائل التواصل الاجتماعي (SM) أكثر بروزاً وأثراً. هذه المنصات التي كانت في البداية مجرد أدوات للتواصل الشخصي تطورت لتلعب دوراً كبيراً في تشكيل الثقافة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. ومع ذلك، فإن التحول نحو العالم الإلكتروني جاء مصحوباً بالتحديات المشابهة لتلك الموجودة في العالم الحقيقي، مثل الغش والفساد والاستغلال. هنا تأتي أهمية "المواطنة الرقمية"، وهو مفهوم حديث يتعلق بكيفية استخدام الأفراد للإنترنت والمواقع الإلكترونية الأخلاقياً.
تُعدُّ المواطنة الرقمية مجموعة من القيم والسلوكيات والأدوار المرتبطة باستخدام التكنولوجيا والوسائل الرقمية بطريقة مسؤولة وآمنة. تتضمن هذه الصفات احترام الخصوصية الشخصية، عدم مشاركة المعلومات الحساسة، الامتناع عن نشر محتوى غير مناسب أو مضلل، وتجنب الاعتداء على حقوق الآخرين عبر الإنترنت. علاوة على ذلك، تعتبر المواطنة الرقمية جزءا أساسيا من التعليم الحديث؛ فهي تساعد الطلاب والشباب على فهم كيفية التعامل مع المعلومات المتاحة لهم وكيف يمكنهم المساهمة بإيجابية داخل المجتمع الرقمي.
على الرغم من الفوائد العديدة للمواطنة الرقمية، إلا أنه يبرز تحدٍ كبير أمام الجيل الجديد: فهم المعايير الأخلاقية الجديدة لهذه البيئة الجديدة. غالبًا ما ينتهك المستخدمون الأصغر سنًا قواعد وقوانين المواطنة الرقمية بسبب نقص الخبرة والمعرفة حول التأثيرات المحتملة لأفعالهم. ولذلك، تلعب المؤسسات التعليمية والإعلام بوسائله المختلفة -وخاصة الإعلام الاجتماعي- دورا حيويا في تثقيف الجمهور بشأن هذا الموضوع.
يمكن للإعلام الاجتماعي القيام بهذا الدور بعدة طرق:
- التوعية: يمكن للقنوات الشهيرة على وسائل التواصل الاجتماعى استخدام منصاتها لنشر حملات توعوية توضح مخاطر سوء الاستخدام الرقمي والعواقب القانونية لذلك.
- الدراما التعليمية: إنتاج أفلام وثائقية قصيرة ودراميات تحمل رسائل تحذيرية حول عواقب الانتهاكات الرقمية قد تكون فعالة للغاية في إيصال الرسالة إلى جمهور واسع.
- المشاركة التفاعلية: تنظيم مسابقات وتحفيز التفاعل بين الجمهور لتعزيز ثقتهم بأنفسهم عند مواجهة حالات مشابهة لما تم عرضه عليهم سابقًا.
- الشهادات الواقعية: دعوات للشخصيات المؤثرة الذين واجهوا انتهاكات رقميّة ومناقشتها علنا لتحفيز الشعور بالمسؤولية لدى الجميع.
- المنصات التعليمية: إنشاء صفحات وإعداد دروس متخصصة تقدم تقنيات لحماية الخصوصية واستراتيجيات مكافحة الاخبار الكاذبة وغيرها من المفاهيم المتعلقة بالمواطنيه رقميا.
- التعاون الحكومي: العمل جنبا إلى جنب مع الهيئات الرسمية لإصدار قوانين واضحة تساهم في خلق بيئة آمنه ومتوازنة للأفراد للاستمتاع بخدمات الانترنت بدون خوف من الوقوع ضحية لممارسات سلبية.
- رصد التقارير: مراقبة الشكاوى واتخاذ إجراء فوري ضد أي انتهاكات لمنع انتشار الظاهرة وانتشارها بين مستخدمين آخرين.
- الدعم النفسي: تقديم خدمات دعم نفسية خاصة بالأطفال الذین تعرضوا للتنمر الإلكترونی، وضمان قدرتهم على الحصول علی نص