أزمة المياه: التحدي العالمي للحفاظ على مورد حيوي

تواجه الأرض اليوم تحديًا بيئيًا حاسمًا يتمثل بأزمة المياه. هذه الأزمة التي تُعد إحدى أكبر التحديات العالمية الحالية، تتطلب جهدا

تواجه الأرض اليوم تحديًا بيئيًا حاسمًا يتمثل بأزمة المياه. هذه الأزمة التي تُعد إحدى أكبر التحديات العالمية الحالية، تتطلب جهداً عالمياً متكاملاً للتعامل معها والحفاظ على هذا المورد الحيوي للأجيال القادمة. يشمل تعبير "أزمة المياه" مجموعة واسعة من القضايا بما في ذلك ندرة المياه، تلوثها، سوء الاستخدام وعدم القدرة على الوصول إليها لكل البشر حول العالم.

**ندرة المياه**:

أولى المشكلات الرئيسية المرتبطة بالأزمة هي ندرة المياه. وفقا لتقرير الأمم المتحدة لعام 2019، يعاني أكثر من نصف سكان العالم من الجفاف الشديد أو نقص المياه لفترة شهر واحد على الأقل سنويا. وهذا الرقم يتوقع أن يرتفع إلى ثلاثة أرباع السكان بحلول العام ٢٠٢٥ بسبب عوامل مثل الزيادة الديمغرافية وتغير المناخ. إن الارتفاع المستمر في الطلب على الماء مقارنة بتوفر الموارد المتاحة يخلق حالة شديدة من الضغط على المجتمعات والمناطق الأكثر عرضة لهذه الظروف الغير مؤاتية فيما يتعلق بالمياه العذبة.

**تلوّث المياه**:

التلوث هو مصدر آخر كبير للقلق بشأن أزمة المياه. يمكن أن يأتي هذا التلوث بطرق عدة؛ سواء من تصريف مياه الصرف الصحي غير المعالجة إلى المسطحات المائية الطبيعية كالبرك والبحيرات والأنهار والبحر، أو نتيجة التدفق الحراري والتغيرات الكيميائية الناجمة عن المصانع وغيرها من الصناعات الثقيلة. بالإضافة إلى المواد الكيميائية والرواسب الضارة الأخرى والتي قد تحتوي على مواد سامّة ضارة بالإنسان والصحة العامة.

**سوء استخدام موارد المياه**:

يتضمن جانب ثالث مهم ضمن أزمة المياه وهو سوء استخدام هذه الموارد الثمينة. يستخدم الكثير من الناس كميات كبيرة جداً من المياه لأغراض بسيطة نسبياً مثل الري غير الفعال للسقاية المنزلية والاستهلاك الشخصي بدون مراعاة كافية لاستدامة توافر هذا المورد الأساسي للمستقبل. كما تساهم بعض الأعمال التجارية أيضًا بسوء استعمال مياه الشرب بغرض التصنيع مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات استخراج واستهلاك تلك البنية الأساسية المهمة للغاية بالنسبة لنا جميعاً.

**الحرمان العادل من حق الحصول على الماء**:

جانب أخير هام يناقش ضمن أزمة المياه global water crisis هو الحق الإنساني الأساسي بالحصول على الماء النقي الآمن للشرب والمعيشة بشكل عام. في العديد من البلدان النامية، غالبًا ما تكون هناك فجوة واضحة بين أولئك الذين لديهم إمكانية الوصول مباشرة لمرافق تزويد مياه نظيفة وآمنة مقابل قلة قليلة ممن يفتقرون لذلك تمامًا ويتعين عليهم البحث عنه عبر مسافات طويلة وأحياناً شاقة تحت ظروف صحية سيئة للغاية وقد تعرض حياتهم الصحية للخطر.

وفي النهاية فإن حل هذه الأزمة سيتطلب جهوداً مشتركة ومندمجة بين الحكومات المحلية والعالمية بمختلف القطاعات الاقتصادية والبيئية والثقافية والإعلامية أيضاً لتحقيق هدف مشترك وهو التأكد بأن الجميع قادرٌعلى مواصلة الحياة بكرامة وباستخدام قدر أقل من الطاقة أثناء القيام بذلك – وذلك باتباع طرق فعالة لإدارة مواردنا المائية وضمان عدم تجاهل أي فرد خلال عمليات التنفيذ العملية. إنه وقت التحرك الآن للتأكد أنه لدينا "ماء لغد أفضل".


مها بن زروق

3 בלוג פוסטים

הערות