قبل عيد الفطر بأيام، جلسَ محمد سعيد العريان إلى الرافعي رحمهما الله في القهوة، وساقهما الحديث إلى

قبل عيد الفطر بأيام، جلسَ محمد سعيد العريان إلى الرافعي -رحمهما الله- في القهوة، وساقهما الحديث إلى بعض شؤون العيد، فقال الرافعي (وكان أصمّاً بسببِ دا

قبل عيد الفطر بأيام، جلسَ محمد سعيد العريان إلى الرافعي -رحمهما الله- في القهوة، وساقهما الحديث إلى بعض شؤون العيد، فقال الرافعي (وكان أصمّاً بسببِ داء أصابه وهو صغير، ونذكر وصف العقاد له إبّان معركتهما بـ”المهذار الأصم!”)، قال: ”لو ارتدّ إلي السمع لن يطربني شيء من النشيد.. https://t.co/HMkEk1uBBf

ما كانَ يطربني في صدرِ أيامي نشيد الناس في المساجد صبيحة يوم العيد: الله أكبر، الله أكبر! يعج بها المسجد ويضج الناس. ليت شعري هل يسمع الناس هذا التكبير إلا كما يسمعون الكلام؟ الله أكبر! أما إنه لو عقل معناها كل من قالها أو سمع بها لاستقامت الحياة على وجهها ولم يضل أحد”.

وفي صبيحة يوم العيد ذهبَ على عادته إلى المقبرةِ لزيارة أبويه، وقد كان في الرافعي حِرص شديد على ذكرى أبويه؛ فهما معه في كل حديث يتحدث به عن نفسه، وزيارة قبريهما فرض عليه كلما تهيأت له الفرصة؛ وما إيثاره الإقامة في طنطا على ضيقها به وجهلها مقداره إلا ليكون قريباً من قبر أبيه وأمه.

وقد نقلته الوزارة مرة نقلة قريبة، فتمرّد على أمرها وأبى الانتقال وانقطع عن العمل في وظيفته قرابة شهرين حتى ألغت الوزارة هذا النقل، وكانت كل حجته عند الوزارة في إيثار طنطا: أن فيها قبر أبيه وأمه! وقد ماتَ ودفن إلى جانب أبيه وأمه، فلعلّه الآن سعيد بقربهما في جوار الله ولعلّهما به.

وكتبَ -رحمه الله- عن العيد مقالة بعنوان «اجتلاء العيد» [الرِّسالة - العدد ١٣١ - ٦ يناير ١٩٣٦]، فمما قاله فيها عن يوم العيد: ”[هو] يوم السلام والبشر، والوفاء، والإخاء، وقول الإنسان للإنسان: وأنتم بخير. يوم الثياب الجديدة على الكل إشعارًا لهم بأن الوجه الإنساني جديد في هذا اليوم”.


Reacties