- صاحب المنشور: وسن بن زينب
ملخص النقاش:في عصرنا الرقمي الحالي، أصبح استخدام وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة الشباب العرب. هذه المنصات التي توفر الفرصة للتواصل مع الأصدقاء والعائلة والتعرف على ثقافات مختلفة وأخبار العالم الحالية، لها أيضًا جانب مظلم قد يؤثر بشدة على صحتهم النفسية.
الدراسات الأخيرة تشير إلى وجود علاقة قوية بين زيارة مستمرة ومتكررة لهذه الوسائط وتزايد معدلات القلق والاكتئاب لدى الفئة الشابة. يعزو العديد من الخبراء هذا التأثير السلبي لتعدد العوامل؛ بداية، فإن المقارنة المستمرة للحياة المثالية الظاهرة تعطي انطباعا بأن الحياة الطبيعية أقل جاذبية أو نجاحاً مقارنة بها مما يسبب الشعور بعدم الرضا الذاتي والإحباط.
ثانياً، الضغوط الاجتماعية المرتبطة بتلقي "الإعجابات" والتفاعلات الأخرى يمكن أن تؤدي إلى مشاعر نقص الثقة بالنفس وسوء تقدير الذات إذا لم تكن النتائج كما تتوقعها الشخصية المستخدمة. بالإضافة لذلك، فإنه غالبًا ما يُشوِّه الواقع عبر عرض الصور المزيفة للآخرين وهو الأمر الذي يساهم أيضاً في خلق حالة من التوتر الداخلي وعدم الاستقرار العقلي.
من ناحية أخرى، هناك دور كبير يلعبُه محتوى بعض المحتويات المتداولة - خاصة تلك ذات الطابع العنيف أو غير الأخلاقي- والتي تزيد من احتمال التعرض للأفكار والسلوكيات المضادة للمعايير المجتمعية والأخلاقية، وبالتالي تسهم في حالات الاكتئاب واضطراب نفساني آخرى أكثر خطورة مثل اضطرابات الشخصية الناجمة عن سوء المعاملة الرقمية.
كيفية مواجهة هذه الآثار
رغم كل ذلك، فنحن نستطيع العمل نحو تقليل تأثير مواقع التواصل الاجتماعي السلبي باتباع عدة طرق فعالة:
- إدارة الوقت: تحديد مدة محدودة للاستخدام اليومي يساعد في التقليل من الاعتماد الزائد والمضاربة المُحتملة.
- اختيار النوع المناسب: التركيز على المواقع التعليمية والثقافية بدلاً من الترفيهية الصرفة ويمكن أن يحسن جودة التجربة العامة ويخفض خطر الانزعاج النفسي الناتج عنها.
- الوعي الذاتي: فهم طبيعة الأمور أثناء المشاهدات المختلفة ومقاومة مؤثرات التحريف الموجودة داخل الأسوار الافتراضية سيجعل المرء أقوى أمام أي تأثيرات ضارة محتملة.
وفي النهاية، بينما تقدم لنا الشبكة العالمية الكثير من الامتيازات المتعددة الجوانب، إلا أنه ينبغي علينا جميعاً تحمل المسؤولية الشخصية واحتضان القدرة على حماية أفكارنا وعواطفنا بفعالية ضد التدفق الدائم للموجات الإعلامية الحديثة.