- صاحب المنشور: حسناء البوعزاوي
ملخص النقاش:لقد أدى ظهور الذكاء الاصطناعي (AI) إلى تحولات عميقة في العديد من الصناعات حول العالم. هذا التحول ليس مجرد تقنية جديدة؛ بل هو جسر يؤدي إلى تغيير جذري في الطريقة التي نعمل بها وأماكن عملنا. فعلى الرغم من الفوائد الواضحة مثل زيادة الكفاءة والإنتاجية، إلا أنه هناك جدل متزايد بشأن تأثير AI على سوق العمل.
من جهة، يرى البعض أن الذكاء الاصطناعي سوف يخلق فرص عمل جديدة لم تكن موجودة سابقاً. فنمو التطبيقات والتقنيات القائمة على الذكاء الاصطناعي ستحتاج إلى متخصصين ذوي مهارات عالية في مجالات مثل تطوير البرامج، البيانات الضخمة، والتعلم الآلي. بالإضافة إلى ذلك، قد يتم استخدام الروبوتات والأتمتة المدعومة بالذكاء الاصطناعي لإعادة توزيع العمالة البشرية نحو المهام الأكثر تعقيدًا والتي تتطلب التفكير الإبداعي أو العلاقات الشخصية، وهي المجالات التي يمكن للإنسان القيام بها بكفاءة أكبر مقارنة بالأدوات الرقمية.
لكن الجانب الآخر من الصورة أكثر قتامة بعض الشيء. مع القدرة المتزايدة للذكاء الاصطناعي على أداء مهام كانت محصورة في السابق بالإنسان، قد يتعرض عدد كبير من الوظائف التقليدية لخطر الاندثار. وفقا لدراسة أجرتها مؤسسة التأمين الوطني الأمريكي، فإن حوالي نصف جميع الوظائف الحالية معرضة لأتمتتها جزئياً أو كلياً بواسطة الروبوتات بحلول العام 2030. هذه الخسائر المحتملة في الوظائف يمكن أن تؤثر بشدة على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للأفراد والعائلات والمجتمعات المحلية.
بالإضافة لذلك، هناك مخاوف بشأن عدم المساواة الاجتماعية الناجمة عن الفرق الكبير بين الأشخاص الذين يستطيعون الوصول إلى المهارات اللازمة للتكيف مع عالم يعمل فيه الذكاء الاصطناعي وبين أولئك الذين لن يكون لهم القدرة على المنافسة. وهذا يعني احتمال حدوث انقسام جديد بين الطبقات ذات المستوى العالي من التعليم والتكنولوجيا وتلك ذات المستويات المنخفضة، مما يعزز الفوارق المجتمعية الموجودة أصلاً.
في النهاية، بينما يعد تسارع تقدم الذكاء الاصطناعي فرصة هائلة لتحقيق الابتكار والنمو الاقتصادي، فهو أيضا تحديا كبيرا تتطلب منهج متكامل يشمل إعادة التدريب المهني والدعم الحكومي والاستثمار في البحث العلمي لتوجيه هذه الثورة وأن تكون نتائجها عادلة ومتوازنة اقتصاديا واجتماعيا.