• صاحب المنشور: عماد المنور
  
  ملخص النقاش:
  منذ ظهور جائحة كوفيد-19، تعرض العالم لأزمة غير مسبوقة أثرت بشدة على مختلف جوانب الحياة البشرية. وكان للاقتصاد العالمي نصيب كبير من هذا التأثير، حيث شهدت العديد من البلدان ركوداً اقتصادياً حاداً تسبب فيه توقف الأنشطة التجارية والصناعية بسبب إجراءات الإغلاق والتباعد الاجتماعي اللازمة للسيطرة على انتشار الفيروس. وفيما يلي تحليل مفصل لتأثيرات الجائحة على الاقتصاد العالمي وكيف تغير المشهد الاقتصادي عالمياً نتيجة لهذه الأحداث غير المسبوقة.

تأثيرات قصيرة المدى

كانت التأثيرات الأولية للجائحة مدمرة للغاية بالنسبة للأسواق المالية العالمية. أدى الخوف من انتشار المرض إلى حالة من الذعر بين المستثمرين مما أدى لانخفاض قياسي للسوق وغيرها من المؤشرات الاستثمارية الرئيسية مثل مؤشر ناسداك ومؤشر داو جونز الصناعي الأمريكي. كما توقفت الشركات حول العالم عن العمل أو خفضت عملياتها، الأمر الذي أدى مباشرة إلى فقدان الوظائف وانكماش نمو القطاع الخاص. وبحسب تقرير صدر عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، فإن معدل البطالة قد ارتفع بنسبة كبيرة خلال الأشهر الأولى بعد تفشي الفيروس، خاصة في قطاعات الخدمات والسياحة.

تغيير استراتيجيات الأعمال

دفعت ظروف الطوارئ الناجمة عن الوباء شركات عديدة لمراجعة طرق إنتاجها وتوزيع منتجاتها وأساليب تسويقها. وقد دفع ذلك الكثير منها للاستثمار بكثافة أكبر في التحول الرقمي لضمان بقائهم واقفين ضد الظروف المتغيرة باستمرار. فمثلاً، لجأت العديد من المطاعم وشركات البيع بالتجزئة إلى خدمات توصيل الطعام والبقالة عبر الإنترنت لتلبية احتياجات العملاء الذين أصبحوا أكثر ميلاً لشراء المنتجات عبر الانترنت أثناء الحجر المنزلي. بالإضافة لذلك اتجهت بعض الشركات نحو تبني نماذج عمل مرنة وقابلة للتكيف باستخدام أدوات التواصل المرئي وصفحات الوسائل الاجتماعية لإدارة أعمالهم واستقبال طلبات عملائهم حتى وان كانوا بعيدا جسديا عنها .

عودة الانتعاش الاقتصادي: هل ستكون عملية طويلة؟

على الرغم من تلقي لقاح كورونا الآن ، إلا أن التعافي الكامل للاقتصاد سيستغرق وقتا طويلًا وذلك لأنه يتطلب حل عدة مشاكل مترابطة غالبيتها ذات طبيعة اجتماعية واقتصادية واجتماعية بالدرجة الاولى مثل اعادة تشغيل المصانع والشركات التي تعطلت اعمالها ، إعادة العمال الى وظائفهم ، تعزيز الثقة العامة للمستهلك والمستثمر , وضبط الوضع الصحي العام ايضا .ومن المحتمل أيضا ان يأخذ انتعاش الاقتصاد شكلا مختلفا عن السابق حيث ربما نمارس اشكال جديدة من التجارة والاستهلاك ولم تعد بعض الصناعات مطلوبة كما كانت قبل الجائحة بينما تنمو أخرى بسرعة البرق. وعلى سبيل المثال, زادت شعبية قطاعي تكنولوجيا المعلومات والإلكترونيات المنزلية بشكل ملحوظ خلال فترة confinement الأخيرة نظراً لأن الناس اضطروا للعمل والدراسة وهوايات الترفيه داخل منازلهم.وفي نفس الوقت, تأثر قطاع السياحة والسفر بشدة ولم يعد مرغوبا به كثيرآ مقارنة بصورة سابقه.إن الآثار الجانبية للنظام الطبيعي الجديد المرتبط بجائحه كوفيد -١٩ لنفسى بدون ادنى شك أحداث هامه للأجيال القادمة وستترك اثرا واضحا علي مستقبل الاقتصاد العالمي لفترة ليست بالقليله .