- صاحب المنشور: إسراء الغنوشي
ملخص النقاش:
على الرغم من القوة الاقتصادية والعسكرية المتضاربة التي يتمتع بها كل من الولايات المتحدة والصين، إلا أنهما تتمتعان بتآزر تكنولوجي كبير يمكن استغلاله لتحقيق مكاسب مشتركة. هذا التحالف المحتمل ليس فريدًا فحسب، بل إنه ضروري أيضًا للتميز العالمي في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، والحوسبة الكمومية، والروبوتات. إن تحقيق هذه الفوائد يتطلب معالجة مجموعة معقدة ومتنوعة من العوامل السياسية والأمنية والقانونية والثقافية.
السياسات الاقتصادية والبنية الأساسية التقليدية
تعتبر الأمور التجارية أحد أهم الجوانب في أي تعاون محتمل. تعتبر الولايات المتحدة قوة اقتصادية كبرى وتعتمد على بنيتها الحيوية من حيث البنية التحتية والبحث العلمي والموارد المالية لدعم قطاعها التكنولوجي. أما الصين، فهي ليست فقط مصدرًا ضخمًا للسوق ولكنها أيضاً رائدة عالمياً فيما يتعلق بالتطور والإنتاج الضخم للتكنولوجيا وتكاملاتها المختلفة، خاصة تلك المرتبطة بالذكاء الاصطناعي والروبوتات.
الأمن السيبراني وأمن المعلومات
يشكل التعامل الآمن للمعلومات تحديًا مثيرًا للجدل في علاقة البلدين. تتهم الحكومة الأمريكية بكثافة شركات التكنولوجيا الصينية بنقل البيانات إلى السلطات الحكومية والاستخباراتية الصينية، وهو أمر يُنظر إليه غالبًا باعتباره تهديداً للأمن الأمريكي. بينما تشعر الصين بالقلق بشأن الهجمات الإلكترونية من جانب الشركات الأمريكية والوكالات الحكومية. وهناك حاجة ملحة لإيجاد حلول موثوقة تلبي متطلبات الجانبين فيما يختص بالأمان السيبراني.
الملكية الفكرية والابتكار
يعد سوء فهم دور حقوق الطبع والنشر الخاصة بالتقنيات الحديثة مسألة خلاف مستمر بين الدولتين. تطالب واشنطن بكبح جماح الانتهاكات الواسعة لحقوق الملكية الفكرية في الصين والتي تساهم بشكل مباشر في زيادة سرقات الأفكار الجديدة وغير المعروفة دوليا بعد. وفي المقابل، ترى بكين نفسها محمية بموجب قوانين معمول بها داخل حدودها الوطنية تخضع لتفسير مختلف لتلك الحقوق الدولية. وقد أدى ذلك لعدم ثقة واضحة لدى المصنعين الأمريكيين عند النظر للاستثمار التجاري في الصين.
الثقافات وقيم العمل
تشمل العقبات الأخرى للعلاقات الثنائية الاختلافات الثقافية المتأصلة بين المجتمع الأميركي والصيني. فالطريقة التي ينظر بها الطرفان للعولمة وللشراكات الخارجية تتميز بفوارق عميقة الجذور. فعلى سبيل المثال، قد يشعر البعض بأن "غربنة" العالم تتزايد بسرعة غير صحية مقارنة بالحفاظ على هوية ثقافية مميزة للآخر. كما تؤثر وجهات نظر مختلفة حول قواعد أخلاقيات المهنة والشفافية تأثيرًا مباشراً على كيفية تنظيم العمليات البحثية التجارية المكتظة بالمخاطر. وعلى نحو مماثل، يمكن لرؤية كل طرف للقيمة الإستراتيجية للازدهار السكاني المستدام عبر تقاسم ثمار التنمية الاقتصادية أو إعادة توجيه الأولى منها تماما نحو تحسين نوعية الحياة اليومية للشعب المحلي، أن يخلق حالة اضطراب حادة خلال المفاوضات الملحة للحصول على اتفاق مشترك.
تبقى الحقيقة المؤسفة هي وجود العديد من العقبات المنطقية والدبلوماسية أمام التنسيق التكنولوجي الناجح بين أكبر دولتين مهيمنتين عالمياً حاليًا. لكن رغم توفر البدائل البديلة لكلٍّ منهما، هناك محفزات كبرى لكلا الجانبين لمواصلة التحاور ومحاولة الوصول لأرضية وسط سعيا لتحقيق هدف مشترك يرفع مستوى الرفاه العام لفائدة جميع أفراد الشعبين ويقدم نموذجا جديدا للفهم