التأثير الاجتماعي لوسائل التواصل الاجتماعي على الشباب: دراسة حالة لدول الخليج العربي

لقد أحدثت وسائل التواصل الاجتماعي ثورة غير مسبوقة في عالم الاتصال والتواصل بين الناس. هذه المنصات الرقمية لم تعد مجرد أدوات ترفيه أو تبادل للمعلوما

  • صاحب المنشور: ميادة الودغيري

    ملخص النقاش:

    لقد أحدثت وسائل التواصل الاجتماعي ثورة غير مسبوقة في عالم الاتصال والتواصل بين الناس. هذه المنصات الرقمية لم تعد مجرد أدوات ترفيه أو تبادل للمعلومات؛ بل أصبحت جزءاً أساسياً من حياة العديد من الأشخاص حول العالم، خاصة فئة الشباب. دول الخليج العربي ليست استثناءاً في هذا السياق. إن فهم التأثيرات الاجتماعية التي تخلفها وسائل التواصل الاجتماعي على جيل الشبيبة في المنطقة يعتبر موضوعاً بالغ الأهمية. بالإضافة إلى الإيجابيات مثل تعزيز الشعور بالانتماء المجتمعي وتسهيل الوصول إلى المعلومات، هناك تحديات محتملة يجب الأخذ بعين الاعتبار.

من ناحية ايجابية، تساهم الشبكات الاجتماعية في زيادة التفاعل الثقافي والاجتماعي للشباب. يمكنهم الانضمام إلى مجموعات ذات اهتمام مشترك، ومشاركة الأفكار والمواهب، والتعلم من الآخرين عبر الإنترنت. كما أنها توفر منصة للتعبير الحر الذي قد يكون محدوداً في بعض البيئات التقليدية. ولكن، هناك جانب آخر لهذه القصة: فقد ربط البعض استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بالسلوك السلبي لدى الشباب مثل العزلة الاجتماعية، والإدمان على الهاتف المحمول، والتغيرات السلبية في الصحة النفسية بسبب الضغط المرتبط بالمقارنة المستمرة مع الآخرين، والمعروف باسم "اضطراب المقارنة".

في دراسات حديثة أجريت في الدول العربية الخليجية، اتضح أن الشباب يستخدمون الوسائط الاجتماعية بكثافة. وفقا لتقرير صدر عام 2021 عن شركة Digital Insights, يصل متوسط وقت الاستخدام اليومي لوظائف الهاتف الذكي في السعودية إلى حوالي ثلاث ساعات ونصف الساعة يوميا. وهذا يشمل بالتأكيد الوقت الذي يقضيه المستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي.

بالإضافة إلى ذلك، فإن المحتوى المتاح على هذه المواقع يمكن أن يحفز سلوكيات غير صحية أيضًا. على سبيل المثال، يمكن لأشكال مختلفة من التنمر الإلكتروني والدعايات التجارية العدوانية والحصول على معلومات مضللة أن تؤثر سلبًا على رفاهية واستقرار الشباب النفسي.

لتعزيز الفوائد وضمان الحد من المخاطر المرتبطة بمواقع التواصل الاجتماعي، ينبغي التركيز على التعليم الرقمي المبكر وتعزيز مهارات التعامل الصحي مع التكنولوجيا. يجب تشجيع الشباب على تنظيم وقتهم بشكل فعال، والاستمرار في بناء روابط شخصية فعلية، واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن نوع المواد التي يتناولونها ويتفاعلون معها. وفي نهاية المطاف، فإن تحقيق توازن صحي بين الحياة الواقعية والعالم الافتراضي هو مفتاح للاستفادة المثلى مما تقدمه لنا وسائل التواصل الحديثة.


شمس الدين الوادنوني

6 ब्लॉग पदों

टिप्पणियाँ