كان الإيمان بالمسيحيَّة قبل بضعة قرون في أوروبا يسير بخطواتٍ مترنحة تحت وطأة ضربات الملحدين والعقلانيين، مُستهدفين تصويب أسهمهم نحو أصوله وقلبه، وكانت ضربات الإلحاد قوية وفي صميم أعماق الإيمان.
وفي هذه الأثناء ظهرت مجموعة من المفكرين والفلاسفة الدينيين حاولت إعادة بناء الإيمان من خلال عقلنته، لحمايته من التزلزل والانهيار ولو على حساب بعض التعديلات والحذف والإضافة في الدين.
كان من بين الذين حاولوا تبرير الإيمان، الفيلسوف والرياضي بليز باسكال، الذي حاول أن يجد مستمسكًا تبريريًا يُنقذُ به إيمان إنسان الغربي، فأتى بما عُرِفَ لاحقًا بـِرهان باسكال أو بـِرهان المقامرة.
وتتلخص فكرة هذا الرهان فيما يلي: إذا كان الصراع المحتدم بين الإيمان والإلحاد قد تمخض عنه شك عقلاني، تساوت فيه أدلة وجود الله مع عدمه، فإننا حينئذٍ في موضعٍ يشبه موقف الشخص المقامر، الذي يريد أن يشترك في سباق قد يربح فيه ويقد يخسر.
وبناء على حسابات المنطق العقلي فإن عليه أن يختار الفرصة الأكثر احتمالاً للربح، لأنه ليس بوسعه إلا أن يختار بينهما، لا يوجد خيار ثالث. ولذلك فإن فرصته الوحيدة هي أن يزيد من فرص الفوز ويقلل من احتمالات الخسارة.