- صاحب المنشور: رضوى المسعودي
ملخص النقاش:
تشهد السياسات الدولية المتعلقة بالشرق الأوسط تحولات مستمرة بسبب التغيرات الجذرية التي تشهدها المنطقة. يهدف هذا التحليل إلى تقييم تطورات السياسة الخارجية لكل من الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا خلال العقد الماضي وما بعده، وكيف أثرت هذه السياسات على الرأي العام العالمي وعلاقات القوى الإقليمية والدولية.
1. **تذبذبات واشنطن: الانسحاب والتراجع**
كانت إدارة الرئيس ترامب معروفة بسياساتها "أمريكا أولا"، والتي شملت انسحاباً غير مسبوق من العديد من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية الرئيسية - مثل اتفاق باريس للمناخ واتفاق إيران النووي. كما عرفت بإضعاف دور أمريكا كوسيط محايد في الصراعات الإقليمية. بينما اتسمت فترة بايدن بعودة أكثر حذراً إلى العلاقات متعددة الأطراف وتأكيد أكبر على حقوق الإنسان والقضايا البيئية. ومع ذلك، ظل الوضع الغامض لحزب الجمهوريين بشأن معالجة ملفات الشرق الأوسط مصدر قلق كبير للرأي العالمي.
2. **عودة موسكو: نفوذ واستقرار؟**
من الجانب الروسي، يمكن وصف الفترة الأخيرة بأنها حقبة إعادة بناء النفوذ الاستراتيجي عبر البوابة الشرق أوسطية. تدخلها العسكري في سوريا عام 2015 أعاد صياغة توازن القوة هناك وأعاد روسيا كلاعب رئيسي في المنطقة. لكن هذه الحركة رفعت أيضاً مستوى الربك السياسي الداخلي والعزلة الدولية، خصوصاً عقب قضية تسمم سيرجي سكريبال.
3. **تأثير هذين النهجين**
لقد ترك نهج كل دولة تأثيرات مختلفة على الأرض وعلى المشاعر العامة. بالنسبة لأمريكا، غالبًا ما يُنظر إلى تقليل الالتزام العسكري المباشر باعتباره تنازلًا عن مسؤوليتها التاريخية كموجه عالمي. أما حضور روسيا المكثف فقد عزز قدراتها الخططية ولكن بتكاليف مرتفعة اجتماعياً وجغرافياً. وفي الوقت نفسه، أدى كلا المسارين إلى زيادة الدور المحوري لبعض الفاعلين المحليين والإقليميين الذين يسعون الآن لتشكيل سياساتهم الخاصة دون الاعتماد الكامل على أي قوة خارجية.
4. **استشراق المستقبل: توقعات وتحذيرات**
مع استمرارية حالة عدم اليقين بشأن كيفية مواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين، فإن فهم أفضل لهذه التحولات في السياسية الخارجية ضروري لفهم دينامية النظام الدولي الحالي. إن أي خطوة نحو تعاون ثانٍ أو حتى تعدد الأقطاب يحتاج لتحقيق توازن دقيق بين المصالح الوطنية وجهود السلام الجماعي. ويظل تحقيق السلام والاستقرار حجر الأساس لدى جميع الدول المعنية. بالتالي، ستكون مراقبة القرارات الحكومية ومواقف المجتمع المدني العالمية لها أهمية قصوى.
هذه الدراسة هي مجرد بداية لمناقشة أعمق حول تأثير السياسات الحديثة للدفاع الخارجي لكلا البلدين الرائدين وشركائهما العالميين المحتملين والمحتملين.