?️حِكَايَة
عمير بن سعد والفاروق عمر
رضي الله عنها
أمضى عمير بن سعد عاماً كاملاً في ولايته على حمص بالشام ، ولم تصل إلى عمر أية أخبار عنه طوال هذه المدة ، ولم يرسل عُمَير الخراج إليه ، ولا تصل عنه أية أنباء . فقال عمر لكاتبه :
⬇️
#عزيزيات
اكتب إلى عمير فإني أخاف أن يكون خاننا ، وأرسل إليه يستدعيه . وذات يوم شهدت شوارع المدينة رجلاً أشعت أغبر تغشاه وعثاء السفر ، يكاد يقتلع قدميه من الأرض اقتلاعاً من طول ما لاقى من عناء وبذَلَ من جهد .
⬇️
على كتفه اليمنى جراب وقصعة ، وعلى كتفه اليسرى قربة صغيرة فيها ماء ، وإنه ليتوكأ على عصا لا يؤودها حمله الضامر الوهنان ، ودلف إلى مجلس عمر في خطوات وئيدة ، وقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين ، ويرد عمر السلام ، ثم يسأله وقد آلمه ما رآه عليه من جهد وإعياء
⬇️
ما شأنك يا عمير ؟!! قال : شأني ما ترى ، ألستَ تراني صحيح البدن ظاهر الدم معي الدنيا أجُرّها بقرنيها ؟!! قال عمر : وما هذا الذي معك ؟!! قال عمير : معي جرابي أحمل فيه زادي ، وقصعتي آكل فيها ، إداوتي أحمل فيها وضوئي وشرابي ، وعصاي أتوكأ عليها ، وأجاهد بها عدواً إن عرض لي
⬇️
فوالله ما الدنيا إلا تبع لمتاعي . قال عمر : أجئت ماشياً ؟!! قال : نعم . قال عمر : أو لم تجد من يتبرع لك بدابة تركبها ؟!! قال : إنهم لن يفعلوا ، وإني لم أسألهم . قال عمر : فماذا عملت فيما عهدنا إليك به ؟!!
⬇️