- صاحب المنشور: كشاف الأخبار
ملخص النقاش:
في السنوات الأخيرة، شهد العالم تحولا متسارعا نحو اعتماد التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات. هذا التحول الكبير له آثار عميقة ومتعددة الأوجه، خاصة فيما يتعلق بسوق العمل العالمي وتوزيع الثروة. يهدف هذا المقال إلى استعراض التحديات والفرص التي جلبها الذكاء الاصطناعي لهذه الجبهات الحيوية.
التأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي على سوق العمل:
تتنوع الآراء حول مدى تأثر الوظائف البشرية بالذكيّ الاصطناعي؛ فهناك من يرى أنه سيؤدي إلى فقدان ملايين الوظائف بسبب القدرة المتزايدة للمهام الروبوتية على أدائها بكفاءة أعلى وأسرع من العمال البشريين. فعلى سبيل المثال، تظهر دراسة حديثة أجرتها شركة "ماكينزي" للاستشارات الإدارية أن حوالي %30 من الأعمال اليومية يمكن القيام بها بواسطة تقنية الذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030. كما يشير البعض الآخر إلى الفرصة الكامنة في تطوير مهارات جديدة تتوافق مع طبيعة تلك الأدوار الجديدة والتي قد تستلزم تعاوناً بين الإنسان والآلة لتحقيق نتائج أكثر فاعلية وكفاءة مما كان ممكنًا سابقًا.
التغيرات المرتبطة بتوزيع الثروة:
إن انتشار استخدام التقنيات القائمة على الذكايات الصناعية يؤثر أيضاً بشكل مباشر وغير مباشر على كيفية توليد وإنفاق الثروات داخل المجتمعات الحديثة. ومن ضمن هذه الانعكاسات المحتملة زيادة تركيز الثروة لدى عدد أقل من الأفراد أو الشركات المالكة لتكنولوجيا الذكاء الصناعي المتقدم - وهو ما يعرف بمفهوم "الاقتصاد الدخيل"- إذْ ستكون هذه الفئات قادرة على تحقيق عوائد مالية أكبر عبر الاستفادة القصوى من تقدم تكنولوجي يساهم بصورة كبيرة في كسب المزيد من الأرباح وباستمرار. وهذه الديناميكية المقترحة لها تبعات اجتماعية واقتصادية بالغة التعقيد حيث أنها تعمل بطبيعتها ضد مساواة الدخل وتعزيز العدالة الاجتماعية.
وبالتالي فإن توازن جديد لصالح قوى محدودة ذات موارد هائلة يستوجب بحث حلوله البديلة والملائمة اقتصاديا قبل أن تصبح ظاهرة ملحوظة ومزمنة لدرجة يصعب منها تغيير مسارها لاحقاُ. ولا شك بأن سياسات مستقبلية مدروسة بعناية واتخاذ قرارات ذكية بشأن تنظيم القطاعات الرئيسية المعنية تساهم بلا ريب في تخفيف حدّة احتمالية تفاقم مثل هكذا اختلال واستحقاقات مرتبطة بهذه الحقبة المستجدة للتطور التكنولوجي الهائل المدعم بأجهزة ذكية آخذة بالإنتشار جنبا إلي جنب مع توسيع نطاق مشاركتها بإدارة أمور حياتنا المختلفة بدرجات متفاوتة . وفي ختام حديثنا آنفاَ نحث هنا جميع المهتمين بالأمر سواء كانوا أفرادا أو مؤسسات رسمية للإلتزام بنهج شامل شامل يشجع ويضمن مواجهة تحديات عصر المعلومات والإنسانية المصاحب لهذا المسعى الطموح!