- صاحب المنشور: خولة الحمودي
ملخص النقاش:
تواجه طاقة المستقبل التي تعتمد على مصادر متجددة كالشمس والرياح والماء مجموعة كبيرة ومتنوعة من التحديات. رغم الفوائد البيئية الواضحة والمنافع الاقتصادية المحتملة لهذه المصادر الخالية من الانبعاثات الكربونية, إلا أنها تواجه العديد من العقبات التقنية والاقتصادية والبيئية.
تعترض الطاقات الشمسية والريحية وغيرهما عدة قيود تقنية رئيسية تتعلق بكفاءتها وتخزينها واستقراريتها. فمثلاً, تعتبر كمية الضوء الشمسي الذي يصل الأرض غير ثابتة ويمكن أن يتغير بناءً على الحالات الجوية وظروف المناخ المحلية. هذا يعني أنه قد يكون هناك حاجة لتطوير تكنولوجيا أفضل لتحقيق الاستفادة القصوى من هذه الطاقة عند توفرها وبالتالي تخزينها للاستخدام في الأوقات الهادئة أو خلال الليل بالنسبة للطاقات الشمسية. بينما تحتاج الرياح إلى مواقع مناسبة لاستغلال اتجاهات الرياح وكثافتها وهذا ليس دائما ممكنًا في كل المناطق حول العالم.
بالإضافة لذلك، فإن اقتصاديات الإنتاج والتوزيع للطاقة المتجددة تبقى مصدر قلق كبير. عادة ما تكون تكلفة تركيب وصيانة مجموعات التوليد القابلة للتجديد عالية نسبياً مقارنة بطرق توليد الكهرباء التقليدية مثل الوقود الأحفوري. لكن مع تراجع سعر المواد المستخدمة مثل خلايا الطاقة الشمسية عبر الزمن، نرى انخفاضا مستمرا في تكاليف الانتاج مما يجعلها أكثر تنافسية.
ومن ناحية أخرى، أثارت بعض الدراسات مخاوف بشأن الآثار البيئية طويلة المدى لمصادر الطاقة المتجددة. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤدي تركيب محطات طاقة شمسية ضخمة إلى التأثير السلبي على الحياة البرية المحلية وقد يتعرض النظام البيئي للإزعاج بسبب ضرورة استزراع النباتات الغريبة أو تغيير سطح التربة الطبيعي للمواقع الجديدة للمشاريع. كما قد يحمل إنتاج توربينات الرياح مخاطر محتملة تعوق عمليات الطيران الجوي إذا لم يتم تصميمها بعناية شديدة بالتنسيق مع السلطات المحلية ذات العلاقة بالملاحة البحرية والجوية.
ومع ذلك، يبقى الجانب الأكثر أهمية فيما يتعلق بمستقبل الطاقات المتجددة هو القدرة على تحقيق الربط بين مختلف الشبكات الوطنية والدولية لنقل الطاقة المنتجة منها. إن شبكة عالمية قادرة ومتكاملة ستمكن الدول لا سيما تلك النائية جغرافيا والتي غالبًا ما تعاني من مشاكل عدم الوصول والاستدامة في الحصول على خدمات البنية الأساسية الأساسية كالكهرباء مثلاً. كذلك، تساهم جهود البحث العلمي المكثفة بإيجاد حلول مبتكرة لكيفية زيادة كفاءة استخدام موارد المياه أثناء عملية إنتاج الهيدروجين وكذلك كيفية تطوير طرق جديدة للحفاظ عليه وبالتالي الحد من فقدان أي جزء منه أثناء نقل الطاقة المخزنة داخله سواء كان شكل كهروكيماوي أم هيدروجيني حيث يعد هذا الأخير أحد الحلول المقترحة لحفظ وطرح دفعات الطاقة المتجددة نظراً لإمكاناته الهائلة وقدرته التشغيلية الشاملة حتى لو كانت كميات الدعم الحكومي لها أقل نسبيًا أمام أنواع أخرى لأنواع مختلفة الأخرى من الأعلاف البديلة البديلة .
وفي نهاية المطاف، يبدو واضحاً بأن الطريق نحو اعتماد واسع النطاق لقوة الموارد الطبيعية المعتمدة على تجديد ذاتها محفوف بالتحديات ولكنه أيضًا مليء بالأمل بفضل تقدم العلم وأهمية المعرفة الإنسانية المشتركة والحاجة الملحة للسعي للأمان والكوكب الأكبر للعيش فيه بكل سلام ورفاهه.
