• صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
  
  ملخص النقاش:
  

  مع تطور التكنولوجيا بسرعة، أصبح الذكاء الاصطناعي (AI) يلعب دوراً متزايداً في مختلف المجالات، بما في ذلك الفن. يمكن للذكاء الاصطناعي الآن توليد أعمال فنية إبداعية مثل الرسومات والكتب والسيناريوهات والأغاني والمزيد. هذا الأمر يثير العديد من الأسئلة حول الأدوار الجديدة التي قد يشغلها البشر مقابل الروبوتات في مجال الإبداع. كيف يمكننا القياس بين القيمة الأخلاقية والإنسانية للمحتوى الذي ينتجه الإنسان مقارنة بالذي يولد بواسطة AI؟

التعريف بالتحدي الأخلاقي

إن أحد أهم التحديات الأخلاقية المتعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي في توليد المحتوى الفني هو تعريفه كإبداع حقيقي. بينما يتيح لنا الذكاء الاصطناعي خلق أشكال جديدة غير مسبوقة من الفن، فإن البعض يسأل عما إذا كان يمكن اعتبار هذه الأعمال "فنًا" في الواقع أم أنها مجرد تقليد آلي للإبداع البشري. هذا الجدل يدور حول ماهية الفن نفسه وأهمية الرؤية الإنسانية والفكر العميق في الصنع الفني.

حقوق الملكية والتأليف

مشكلة أخرى مرتبطة بهذا الموضوع هي ملكية الحقوق الفكرية للأعمال الناجمة عن الذكاء الاصطناعي. حالياً، القانون القانون الدولي ليس واضحاً بشأن حقوق المؤلف بالنسبة إلى creations algorithmique (الأعمال المفهرسة). هل يجب منح الشركات أو المؤسسات التي قامت ببرمجة وتدريب خوارزميات الذكاء الاصطناعي تلك نفس حقوق التأليف والنشر التي يتمتع بها الفنان البشري؟ وهل يستحق المخترع الأول حق اعترف به قانونيا على الرغم من أنه لم يكن له دور مباشر في عملية الخلق نفسها؟

تأثير الوظائف البشرية

من الجانب العملي، هناك مخاوف كبيرة تتعلق بتأثير ظهور الذكاء الاصطناعي كمولد محتوى إبداعي على سوق العمل التقليدية. قد يؤدي الاعتماد المكثف على الذكاء الاصطناعي إلى فقدان وظائف بشرية عديدة خاصة في مجالات مثل الرسم التشكيلي والموسيقى والكتابة وغيرها الكثير. بالإضافة لذلك، يعكس الوضع الحالي عدم المساواة الاجتماعية الحالية حيث يتمكن الأغنياء من الاستثمار بكفاءة أعلى في تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي بينما يبقى الفقراء خارج نطاق الوصول إليها والاستفادة منها مباشرة مما قد يخلف فجوة أكبر بين الطبقات المختلفة ضمن المجتمع الواحد.

تحدي جديد للأخلاق الشخصية

وأخيراً وليس آخراً، فإن قضية استخدام الذكاء الاصطناعي لإنتاج محتوى فني تطرح مسائل أخلاقية شخصية لكل فرد مستقلاً. فعلى سبيل المثال، عندما نشاهد فيلم روائي طويل كامل تم كتابته وإعداده وصناعته بالكامل عبر ذكاء اصطناعى ، هل سيغير ذلك التجربة العاطفية والشعورية المرتبطة بالنقد الفني ومشاهدة الأفلام؟ وكيف ستؤثر قدرتنا المستقبلية على التفرقة بين الوسائط الإعلامية المنتجة بشريّاً وبين تلك المنشأة بواسطة الآلات على إدراك وفهم قيمتنا الخاصة باعتبارنا مشاهِدين ومتذوقين للفنان الأصيل؟

هذه بعض نقاط نقاش رئيسية تساهم في تشكيل منظور شامل تجاه موضوع التحولات الثقافية والفلسفية المصاحبة لظهور أدوات محاكاة الإبداعات البشرية المدعومة بخوارزميات مدربّة تدريباً عميقاً للغاية - وهي