(سلسلة)
الشخصية الحدية ونزعة التلاعب
(خبث أم محاولة للنجاة؟)
قد يبدو لك ظاهر سلوك الأشخاص المصابين باضطراب الشخصية الحدية، على أنه تلاعب عاطفي خبيث، ويمكن أن يُشعرك بالريبة والحذر، كما لو كنت تمشي على قشور البيض، لا تعلم الحقيقة من الزيف.
التلاعب العاطفي في اضطراب الشخصية الحدية، وان كان يُصنف بسلوك نرجسي متمحور حول الذات، لكن في الغالب لا تحركه دوافع خبيثة!
أحد أكثر الأعراض ضررًا على المحيطين بالمصاب باضطراب الشخصية الحدية هي النزعة إلى التلاعب العاطفي، وهذا واقع إلى حد ما. يظن كثير من الأشخاص -مختصين وغيرهم- بأن من لديهم شخصية حدية، يستخدمون التلاعب لدوافع خبيثة (ضرر الآخرين)، مما يجعل حتى بعض المعالجين يتجنبون العمل معهم.
لكن ما يُنظر إليه على أنه تلاعب خبيث، هو في الواقع أكثر تعقيدًا من تصور الكثيرين، تلاعب الشخصية الحدية تحركه مشاعر غامرة بالخوف والكرب، مما يدفعهم لاستخدام وسائل تكيف مضطربة وقد تكون ضارة بالشخص ومن حوله.
اضطراب الشخصية الحدية في صميمه يتعلق بعدم الاستقرار، وبالرغم من أن عدم الاستقرار ينشأ داخل الشخص المصاب، إلا إنه يتسرب إلى الخارج وتحديدًا في ميدان العلاقات الاجتماعية.