وإلى الآن مايزال هناك من يقول في الدروس وعلى المنابر بأن هدهد سليمان طار من الشام إلى أرض سبأ.! القر

وإلى الآن مايزال هناك من يقول في الدروس وعلى المنابر بأن هدهد سليمان طار من الشام إلى أرض سبأ.! القرآن واضح جدا ويقول خلاف هذا لكن ماذا تقول لمن يقرأ

وإلى الآن مايزال هناك من يقول في الدروس وعلى المنابر بأن هدهد سليمان طار من الشام إلى أرض سبأ.! القرآن واضح جدا ويقول خلاف هذا لكن ماذا تقول لمن يقرأ شيء ويفهم خلافه؟!

سليمان عليه السلام كان على أبواب اليمن حينها وقريب جدا من سبأ، هذا ما نفهمه من الكتاب

كان يسير بجيشه، لأن الجند كلهم حشروا لسليمان وتم فرزهم، ثم قال بأنهم أتوا على وادي النمل، وهنا غاب الهدهد لفترة وجيزة ثم عاد (فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين) والهدهد من جند سليمان ولا يستطيع الغياب بدون حجة معتبرة = قال غير بعيد وليس من الشام لليمن.!

ثم إن مملكة سبأ كانت مملكة قوية، وحضارة عريقة، والتاريخ يخبرنا بأن ملكتهم كانت من أغنى ملوك الأرض، لكن يبدو بأنه لم يكن هناك وقت للتعبئة الكاملة، والإرسال إلى الأحلاف (بحسب نظام سبأ القديمة) وتجمعهم، والتحصن والتجهز للحرب لأن سليمان كان حينها على أبواب سبأ..

ولو كان سليمان بعيداً من سبأ، لما توقعت ملكتهم أنه قد يدخل سبأ (قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون) وهذه الملكة تميزت برجاحة العقل والحكمة بدليل فعلها وقولها خلال كامل القصة، وقد صدق الله تعالى ما قالته لقومها بقوله (وكذلك يفعلون)

ثم انها ارسلت لهم بهدية، دون أن تسأل: من هو سليمان؟ أين موقعه؟ كم عدته؟ = فيظهر بأنهم يعرفونه، ويعرفون معسكره، وانه كان على ابواب اليمن..

ويعضد ذلك طلب سليمان لعرشها بسرعه، قبل أن يأتوه مسلمين، فكان سليمان قريباً جداً منهم، ولو كان بعيداً، لما استعجل في طلب عرشها كل تلك العجلة!


إحسان اليعقوبي

8 Blog bài viết

Bình luận