بهجةُ المُجالسة.. وحلاوة المؤانسة:
يتكرر هذا الموقف أمامي كثيرا: شخص يطلب من زميله في العمل أن يصعد معه إلى السطح أو يهبط معه إلى أسفل المبنى؛ ليُدخّنوا معًا! حتى التدخين يأنس أصحابه بالمشاركة! لاحظت أن رغبة الإنسان في المشاركة والمؤانسة تزيد إذا تعلّق الأمر بالمزاج
=
فالقهوة والشاي يغدوان بالمجالسة أشهى وألذّ، وتزيد تلك اللذة وترتقي بالمزاج أكثر كلما تجانسَ الجُلّاسُ وتقاربت أذواقهم، وتستحكم الوحشة في نفس ذلك الغريب الذي يجلس إلى طاولة المقهى وحده، والكرسي الفارغ في الطرف الآخر من الطاولة يُذكي شعورَه بالحرمان ويُذكّره بوحدته..
=
يقول الكاتب المصري عزت القمحاوي: "ليس هناك أكثر إثارة للأسى من طبق تُعِدُّهُ يدان من أجل فمٍ واحد!".
احملْ صاحبَك على متنِ الحديث:
يحدِّثُني أبي -في أحاديثه المأنوسة- عن رجلينِ في بدايةِ سفرٍ قال أحدُهما للآخر: (تشيلني وإلا أشيلك؟) أي: تحملني أو أحملك؟
=
فاستغرب الآخر، فبيّن له الأول أن المقصود: تبدأ الحديثَ أنتَ فتخفّف عني عناءَ السير، ووعثاءَ السفر.. أو أفعل أنا ذلك؟. ورأيتُ بعد ذلك أن هذه القصة تُحكى عن رجلٍ يُسمى (شنّ)، وهو الذي في المثل المعروف (وافق شنٌّ طبقة)
=
وكثير من القَصص الشعبي مأخوذٌ من كتب التاريخ والأدب والأمثال وإن صِيغَ بالعامية.
ولا يخفى على شريف علمك ورهيفِ إحساسك أنه حتى الأحزان والمصائب يخفّ وقعها على النفس حين يشاركنا فيها الأصدقاء والأحباب الأصفياء أو حتى العابرون
=