• صاحب المنشور: أيوب السوسي
  
  ملخص النقاش:
  

  شهدت السنوات الأخيرة تحولاً جذرياً في المشهد الاقتصادي العالمي والعربي مع ظهور وتطور الاقتصاد الرقمي. هذا التحول لم يقتصر فقط على تقديم خدمات جديدة عبر الإنترنت، بل امتد لتغيير الطريقة التي نعمل بها، نتعلم وننفق أموالنا. يعكس الاقتصاد الرقمي القوة المتنامية للتكنولوجيا الرقمية وقدرتها على إعادة تشكيل الأسواق التقليدية وخلق فرص جديدة.

إحدى أكبر التحديات التي تواجه انتشار الاقتصاد الرقمي في المنطقة العربية هي البنية التحتية للإنترنت. العديد من الدول العربية تعاني من سرعات الإنترنت البطيئة والوصول إلى شبكة الإنترنت غير المنتظم. هذه العقبات يمكن أن تجعل الوصول إلى الخدمات الرقمية أكثر صعوبة وبالتالي تقيد نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تعتمد بشدة على الانترنت. بالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة مستمرة لتحسين الأمن الإلكتروني والحماية ضد الهجمات السيبرانية لحماية المعلومات الحساسة للمستخدمين والشركات.

الإنجازات والتوقعات

على الرغم من هذه التحديات، شهدت المنطقة العربية بعض الإنجازات الكبيرة في مجال الاقتصاد الرقمي. مثلاً، شهدت التجارة الإلكترونية زيادة كبيرة خلال جائحة كوفيد-19 حيث لجأ الكثيرون للتبضع عبر الأنترنيت لأسباب السلامة الشخصية. كما برز دور العمل الحر والتحويلات المالية الرقمية في دعم العمال المستقلين والفئات الأكثر تأثراً بالوباء.

وفيما يتعلق بالمستقبل، تتوقع العديد من الدراسات استمرار نمو الاقتصاد الرقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمعدل سنوي يصل إلى 20%. وهذا يعني المزيد من الفرص للشركات الناشئة والمبتكرين الذين يستغلون قدرات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة وغيرها من الأدوات الحديثة. ولكن هذا يتطلب أيضاً جهدا متواصلا من الحكومات لتهيئة البيئة المناسبة لهذا النوع من الأعمال من خلال السياسات الداعمة والبنية التحتية الصلبة.