#ثريد الحزن الخبيث
البعض من جهله وقلة إحساسه يصف كل عارض وألم نفسي بأنه هشاشة أو فراغ روحي منشأه قصور ديني فهذه التوصيفات ليست هي حقيقة الاكتئاب أوالحزن الخبيث كما هوعنوان كتاب لويس ولبرت الذي وصف فيه تجربته مع الاكتئاب وقدم فيه عرضاً متكاملاً عنه.والكتاب ضمن وسائل العلاج الذاتي
استخدمت الكنيسة المسيحية في القرن الرابع،تعبير الكآبة للإشارة إلى ضعف القلب، وهي حالة غير مستحبة وتستوجب العلاج، وبعد أن كانت الكآبة مرتبطة أساسا بالحزن والتعاسة،أخذت ترتبط لاحقا بالكسل،وسميت كذلك بخطيئة «الكاردينال،لأن المرض كان يؤثر في الرهبان والقساوسة،فيمنعهم من أداء واجباتهم
من السخرية بمكان أن تجد أن الاكتئاب لم يحمل في الماضي الوصمة التي يحملها الآن، فقد كان المكتئب يرى أحيانا أنه في منزلة أسمى من الآخرين. ويرى أرسطو أن الكآبة سمة المبدعين من الفنانين والكتاب،فقد كان الاعتقاد السائد أن الإفرازات السوداء هي المحفز على الإبداع.
وربما تقاطع وصف جالینوس مع ما نعرفه الآن من أعراض الاكتئاب، إذ يقول: «يتصرف كل مريض بالملنخوليا بطريقة مختلفة، لكنهم يشتركون جميعاً في الشعور بالخوف والقنوط فيكرهون الحياة والناس، لكن بعضهم فقط يفكر بالموت وقد يأتي بعضهم بتصرفات غريبة لأنهم يخشون الموت ويرغبون فيه في الآن ذاته )
الغريب في حالة الاكتئاب أن الأفكار التي تخطر ببال الشخص المكتئب قد لا تمت بأي صلة إلى الواقع،وقد ذكر الكاتب أندرو سولومان بعض هذه الملامح السخيفة للاكتئاب في وصف خوفه من الذهاب إلى الحمام للاستحمام، ويراجع في ذهنه الخطوات اللازمة وإذا بها أربع عشرة خطوة ثقيلة مخيفة يجب أن يخطوها.