• صاحب المنشور: عزيز الدين بن عزوز
  
  ملخص النقاش:
  لقد أحدثت الثورة الرقمية تحولا جذريا في طريقة تفاعل الأسر مع بعضها البعض. بينما توفر التكنولوجيا الكثير من وسائل التواصل والتعليم، فإن لها أيضا آثاراً سلبية محتملة قد تؤثر سلبياً على العلاقات الأسريّة التقليدية. هذا المقال سيناقش كيف يمكن لهذه الوسائل الحديثة أن تعزز الروابط العائليّة وكيف أنها قد تتسبب في خلق حواجز غير مرئية داخل المنزل.

**التأثيرات الإيجابية للتكنولوجيا:**

1. المساعدة التعليمية: تقدم التكنولوجيا أدوات تعليمية متنوعة ومبتكرة تساعد الأطفال والشباب على التعلم بطرق جديدة وممتعة. من خلال البرامج التعليمية والتطبيقات الإلكترونية، يستطيع الآباء دعم نجاح أبنائهم الأكاديمي وتعزيز معرفتهم العامّة بكل سهولةٍ وأمان أكبر مقارنة بالطرق التقليدية.

1. الوصول العالمي للمعلومات: تسمح الإنترنت للأفراد بتبادل المعلومات والمعرفة بسرعة وبشكل عالمي لم يكن ممكنًا من قبل. وهذا يشجع الأفراد على الاستكشاف الذاتي ويطور مهارات البحث لديهم. بالإضافة إلى ذلك، تتيح لهم الفرصة للبقاء على اتصال بأحبائهم بغض النظر عن المسافات الجغرافية الشاسعة التي تفصل بينهم.

1. الإبداع والترفيه: يفتح العالم الافتراضي أبوابه أمام العديد من فرص اللعب والإبداع تحت رعاية ذويهم الذين يتابعون اهتمامات أطفالهم ويوجهونه نحو مسار آمن ومتزن ضمن حدود بيئة رقميّة مليئة بالمخاطر المحتملة أيضًا.

**التأثيرات السلبية والتحديات المرتبطة بها:**

1. انعدام المشاركة الشخصية: إن استخدام التكنولوجيا بكثرة قد يؤدي إلى تقليل الوقت الذي يقضيه أفراد الأسرة معًا وجهًا لوجه مما يعيق بناء علاقات عميقة مبنية على الاحترام المتبادَل والحميمية العاطفية الحقيقية والتي تعتبر ضرورية لصحة المجتمع ككل وصحة الفرد نفسه كذلك.

1. العادات الضارة: غالبًا ما تكون هناك مخاطر مرتبطة بالألعاب عبر الإنترنت أو مواقع التواصل الاجتماعي حيث تعرض مستخدموها للشاشة لساعات طويلة يوميًا وقد يؤدي ذلك إلى مشاكل صحية جسدية وعقلية خطيرة مثل اضطراب النوم وضعف الانتباه وانخفاض التركيز والثقة بالنفس وقلة المهارات الاجتماعية الطبيعية الناجمة عن الاعتماد الزائد على المحادثات الرقمية المجردة بعيدًا عن الحياة الواقعية ذات التجارب الحسية الغنية والمباشرة .

1. الهوية الرقمية مقابل الهويات البشرية الحقيقية: تشكل شبكات الانترنت مجالا خصبا لتكوين هويات افتراضية متعددة ربما تتنافى تمامًا مع الشخصيات الداخلية لدى المستخدمين الأصليين لأسباب مختلفة منها القدرة على الاختفاء خلف أقنعة رقمية خادعة وعدم الشعور بمسؤوليات واقعيّة تجاه الآخرين حتى وإن كانت تلك الأعمال تنتهك حقوقهم الإنسانية الأساسية كالخصوصية والكرامة وغيرهما كثير ممّا ينتج عنه شعورا مزعجا بانعدام الرابط القيمي والسلوكي الداخلي المصاحب لانفلات الأخلاق العامة والفردية خارج نطاق البيئات الخاضعة للإشراف الديني والعائلي المناسب داخل الوطن الواحد وكذلك الوطن الكبير وهو مجتمع الامة الاسلامية برمتها صاحب مرجعيتها التشريعية المصدر الوحيدة لكل قوانينا وشرائع حياتنا اليومية المختلفة بلا استثناء!