التوتر الروسي الأمريكي: مواجهة جديدة على خلفية الأزمة الأوكرانية

### التوتر الروسي الأمريكي: مواجهة جديدة على خلفية الأزمة الأوكرانية تتصاعد حدة التوترات بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية بشكل ملحوظ مؤخراً، حيث

  • صاحب المنشور: عيسى اللمتوني

    ملخص النقاش:
    ### التوتر الروسي الأمريكي: مواجهة جديدة على خلفية الأزمة الأوكرانية

تتصاعد حدة التوترات بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية بشكل ملحوظ مؤخراً، حيث تعود هذه العلاقات إلى مرحلة من الجمود والصراع غير المسبوق منذ نهاية الحرب الباردة. يرجع هذا التصعيد الرئيسي إلى تداعيات الأزمة المستمرة في أوكرانيا، والتي شكلت موضوعاً رئيسياً في خطابات ومواقف القيادتين الروسية والأمريكية مؤخراً.

في الوقت الذي تعتبر فيه موسكو ضم شبه جزيرة القرم عام 2014 رد فعل طبيعي لحماية مصالحها وشعبها الناطق باللغة الروسية في المنطقة، ترى واشنطن وأوروبا الغربية ذلك بمثابة عمل عدواني ينتهك سيادة الدولة الحديثة لأوكرانيا ويستدعي فرض عقوبات اقتصادية قاسية ضد الطرف الروسي. إلا أنه رغم العقوبات الصارمة التي فُرضت حتى الآن، لم تشهد المواقف الرسمية للجانب الروسي أي تراجع، بل زاد التأكيد على "حق الذاتي" للشعوب المتحدثة بالروسية في المناطق الشرقية لأوكرانيا.

ومن جانب آخر، فإن توسيع عضوية الحلف الأطلسي شمالا باتجاه الحدود مع روسيا يعد أحد الأعمدة الأساسية للأزمات الأخيرة. بينما تشعر الولايات المتحدة والدول الأوروبية بأن انضمام الدول الجديدة للحلف هو حق ثابت لها وفقًا لاتفاقيات الأمن الدولي والقانون الدولي، يرى الجانب الروسي الأمر كنوع من الاستفزاز العسكري والتآمر لاحتواء النفوذ الروسي وضربه بالقرب من حدوده الجنوبية الغربية. وقد أعرب الرئيس بوتين أكثر من مرة عن قلقه بشأن انتشار منظومات الدفاع الصاروخي الأمريكية حول محيط دول الاتحاد السوفيتي السابق واستعداداته لتوجيه "رد صارم".

بالإضافة إلى الملفات الإقليمية الرئيسية مثل سوريا وليبيا وكوريا الشمالية، ازداد التركيز الإعلامي والعلاقات الدبلوماسية على الوضع بين البلدين الكبار، مما دفع العديد من الخبراء والمراقبين السياسيين للتوقع بمراجعة استراتيجيات كل طرف تجاه الآخر خلال الفترة المقبلة. إذا ظلت الأمور بدون حلول دبلوماسية جذريّة، فقد تصبح احتمالات نشوب نزاعات عسكرية مباشرة أكبر بكثير مما كانت عليه أثناء فترة الحرب الباردة نفسها؛ لأن تقنية وتكنولوجيا التسليح الحديث تسمح بتكثيف العمليات الحربية بدرجة كبيرة مقارنة بالحروب التقليدية القديمة. وفي النهاية، ستكون الشعوب الموجودة ضمن منطقة نفوذ تلك البلدان هي الأكثر تضرراً نتيجة لهذه المواجهـة المحتملة المدمرة لكل منها.


Kommentare