- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري
ملخص النقاش:تواجه جمهورية العراق تحدياً كبيراً يتمثل في أزمة المياه التي أثرت على كافة جوانب الحياة فيه. هذه الأزمة ليست حديثة العهد ولكنها ازدادت حدتها خلال العقود القليلة الماضية بسبب عوامل متعددة منها الجفاف الطبيعي وتغير المناخ والعوامل البيئية والبشرية.
جذور المشكلة وأسبابها الرئيسية:
- التغيرات المناخية: تعتمد أغلب الزراعة والأعمال الريفية بشكل كبير على الأمطار الموسمية والتي تقلبت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة مما أدى إلى خسائر كبيرة في المحاصيل.
- البناء غير المدروس للمشاريع الكبرى: مثل سد النهضة الإثيوبي الذي يعتمد عليه الكثير من دول المنطقة كمصدر رئيسي للمياه، حيث يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على التدفق الطبيعي لنهر الفرات ونهر دجلة عبر الحدود.
- الاستخدام غير المتوازن للموارد المائية: يتضمن ذلك الاعتداءات البشرية على الأنهر والجداول بالإضافة لاستخراج مياه جوفية بكثافة عالية دون إعادة تدوير أو إعادة شحن مستدامة لهذه الخزانات تحت الأرض.
الحلول المقترحة والخطط المستقبلية:
- التعاون الدولي: تشجيع البلدان المعنية للعمل معاً لتحسين إدارة موارد المياه بطريقة تضمن حقوق الجميع وتحقق الاستدامة.
- الإصلاحات الداخلية: تطوير سياسات واستراتيجيات وطنية تعزز الحفاظ على الماء وتستغل التقنيات الحديثة لإدارة أفضل لهذا الأصل الثمين.
- تحسين البنية التحتية: بناء المزيد من محطات تحلية المياه والاستثمار في شبكات الري الذكي لتوفير أكبر قدر ممكن من الرطوبة للنباتات مع تقليل هدر المياه.
- التوعية المجتمعية: نشر الوعي حول أهمية المياه وكيفية استخدامها بحكمة بين السكان سواء كانوا زراعين أو سكان حضريين.
التأثير الاقتصادي والاجتماعي للأزمة:
تأثير أزمة المياه عميق ومتعدد الجوانب. اقتصاديا، يشكل القطاع الزراعي جزءا كبيرا من الاقتصاد العراقي. وقد أدت نقصان الإنتاج الغذائي الناجم عن انخفاض إنتاج المحاصيل بسبب ندرة المياه إلى ارتفاع الأسعار وانخفاض مستوى الدخل لدى الفقراء الذين يعتمدون على الزراعة كوسيلة للعيش. اجتماعيا، تؤدي ندرة المياه أيضا إلى نزاعات داخلية وخارجية حول حقوق الملكية والمشاركة في موارد الشرب والصرف الصحي النظيف.
هذه مجرد لمحة عامة عن قضية معقدة تتطلب حلولا شاملة وجهود مشتركة لتجاوز آثارها الضارة مستقبلا.