- صاحب المنشور: هناء اليحياوي
ملخص النقاش:
في أعقاب الجائحة العالمية لكورونا (COVID-19)، تواجه البلدان حول العالم تحديات غير مسبوقة. الركود الاقتصادي العالمي الذي نتج عنها كان له تأثيرات عميقة على جميع القطاعات - من التصنيع إلى الخدمات، من الزراعة إلى التكنولوجيا. هذا المقال يستكشف طبيعة هذه التحديات ويستعرض الفرص التي قد تظهر أثناء التعافى.
التحديات الرئيسية
1. فقدان الوظائف وتغيرات السوق العمل
أثرت الأزمة الصحية سلبًا على العديد من الشركات مما أدى إلى تخفيضات كبيرة في القوى العاملة. وفقا لتقرير صادر عن منظمة العمل الدولية، فمن المتوقع أن يتراجع عدد ساعات العمل بنسبة تتراوح بين 4% و14% خلال الفترة الثانية من عام 2020 مقارنة بالأشهر الأولى منه. هذا يعني خسارة مليارات الدولارات من الدخل للعاملين وأسرهم. بالإضافة لذلك، فإن التحول نحو الرقمنة والت automatisation قد يؤدي أيضاً إلى تغييرات جذرية في سوق العمل حيث يتم استبدال العمالة البشرية بأتمتة الآلات الذكية.
2. انخفاض الاستثمار والاستهلاك المحلي والخارجي
تسبب الفيروس في اضطراب خطوط الإمدادات العالمية وانخفضت معدلات التجارة الدولية بشكل حاد بسبب القيود المفروضة على حركة الأشخاص والبضائع. كما أثّرت حالة عدم اليقين الناجمة عن الجائحة سلباً على ثقة المستثمرين والمستهلكين، مما أدى إلى تباطؤ الإنفاق الاستهلاكي والرأسمالي. وهذا يضع ضغوطاً توترية أكبر على الحكومات لإعادة بناء الثقة واستعادة مستوى الاستقرار الاقتصادي السابق.
3. زيادة الدين الحكومي والعجز المالي
قامت معظم الحكومات بتقديم حزم تحفيز اقتصادية لمساعدة الأفراد والشركات التي تعاني من آثار الجائحة مباشرةً وغير مباشرةٍ عبر التشريد والإغلاقات الجزئية أو الكلية لأعمالها التجارية. وقد زادت هذه الحزم بشكل كبير عجز الموازنات العامة لدول العالم وبالتالي حجم الديون الوطنية لديها والتي ستحتاج وقتا طويلا للتعافي منها.
الفرص المحتملة للتحول
على الرغم من الظروف الصعبة، هناك فرص جديدة يمكن للاستراتيجيين الاقتصاديين رصدها واستغلالها لتحقيق تعافي أكثر قوة وأمانا للمواطنين وللمستقبل المنظور للاقتصاد الدولي :
تطوير حلول التكنولوجية الجديدة لموجهة المشاكل الطبية والصحية
لقد سلطت أزمة كورونا الضوء بصورة واضحة على حاجتنا الملحة للتطورات العلمية الرائدة والتكنولوجيات الحديثة خاصة تلك ذات علاقة بالرعاية الصحية مثل الطب الشخصي والأدوية البيوغرافية ومراقبة الأمراض المعدية باستخدام البيانات الضخمة والحوسبة السحابية . ويمكن لهذه التقنيات أن تشكل أساسا جديدا لاستدامة حياة الإنسان وخفض تكلفة العلاج وتحسين خدمات الرعاية الوقائية والتشخيص المبكر للأمراض الفتّاكة مستقبلاً.
إعادة النظر بالنظم الغذائيّة والقضايا المرتبطة بها
تبعتَ تفشي وباء كورنا قلق عالمي متزايد بشأن الأمن الغذائي العالمي وانتشار أمراض الحيوان والنبات المختلفة نتيجة لسوء ممارسات إنتاج الغذاء وصناعة اللحوم بطريقة غير صحية بيئيًّا واجتماعيًا واقتصاديًا . إن اتجاه المجتمع الآن نحو دعم المنتجين المحليين الذين يساهمون بإيجابية فى الحدِّ من الانبعاثات الكربونية ودعم استخدام الطاقة البديلة سيحدث تغييرا جذريا داخل قطاعمعالجة الطعام وإنتاجه مما يعطي فرصة سانحة أمام شرائح الشعوب الأكثر فقراً للح