تأثير الألعاب الإلكترونية على الصحة النفسية للأطفال والشباب

أصبحت الألعاب الإلكترونية جزءاً لا يتجزأ من حياة العديد من الأطفال والشباب اليوم. مع تطور التقنيات الرقمية وتوافرها الواسع، يمكن الوصول إلى مجموعة واس

  • صاحب المنشور: بهية بن يعيش

    ملخص النقاش:
    أصبحت الألعاب الإلكترونية جزءاً لا يتجزأ من حياة العديد من الأطفال والشباب اليوم. مع تطور التقنيات الرقمية وتوافرها الواسع، يمكن الوصول إلى مجموعة واسعة ومتنوعة من الألعاب التي تقدم تجارب محاكاة واقعية وجذابة. بينما يرى البعض أن هذه الألعاب توفر متعة وتعليمًا، فإن لدينا أيضًا مخاوف بشأن الآثار المحتملة على الصحة النفسية للأجيال الناشئة. هذا المقال يستكشف العلاقة بين الوقت الذي يقضيه الشباب في لعب الألعاب الإلكترونية والصحة النفسية، مستعرضًا الدراسات والأبحاث ذات الصلة.

من ناحية، يُشار غالبًا إلى فوائد التعليم والتعلم المرتبط بألعاب الفيديو. دراسة نشرت في مجلة "ساينتفيك ريبورتس" عام 2018 بحثت فيما إذا كانت ألعاب الفيديو تؤثر إيجابيا على مهارات حل المشكلات والاستراتيجية لدى المراهقين. وأظهرت النتائج أن اللاعبين الذين لديهم خبرة كبيرة في ألعاب الفيديو حققوا أداء أفضل بكثير في اختبارات الذكاء مقارنة بأولئك الذين لم يلعبوا الكثير من الألعاب. بالإضافة لذلك, تم استخدام بعض الأنواع من الألعاب كعلاج نفسي للمرضى المصابين باضطرابات القلق أو الاكتئاب حيث تساعد مثل تلك التجارب الافتراضية المتفاعلة بتخفيف التوتر وتحسين الحالة العامة للمريض حسب تقرير نشرته المجلة الطبية البريطانية العام الماضي .

ومع ذلك, هناك جانب مظلم لهذه القصة قد يؤرق الآباء والمعلمين والمختصين بصحة نفسية الطفل. سوء الاستخدام والتجاوز الزائد لوقت اللعب - والذي يعرف الآن باسم إدمان الألعاب – هو موضوع مثير للقلق الكبير. تشير منظمة الصحة العالمية بأن أعراض الإدمان للألعاب تتضمن عدم القدرة على التحكم بالرغبة في اللعب حتى لو كان له آثار ضارة واضرار جسيمة أخرى كالنظرة الاجتماعية والعادات الصحية والنوم وغيرها مما يعكس وجود حاجة ملحة للعناية بهذه الظاهرة. بالتالي ،الجلسات الاستشارية المكثفة ومراقبة وقت اللعب ضرورية لمن يرغب بحماية طفله او تلاميذه ممن وقعوا تحت طائلة الادمان الرقمي الضار بصحة نفسه الجسدية والنفسية على حد سواء.

إن توازن الأمر هنا يبدو ضروريًا. فاللعبة ليست سيئة بطبيعتها ولا هي مفيدة بلا حدود ايضا؛ بل ان الأمر يكمن فى قدرتنا كمراقبين لكيفية استخدامهما وماهو المقصود منه كل واحد منها ضمن بيئات مختلفة اجتماعيًا وعائليًا وخلافه...ويظل دورنا واضحا دوما نحو تعزيز الثقافة الصحيحة لاستعمال كافة الوسائل الحديثة بما يحقق المنفعه القصوى ويجنب السلبيات المؤذيه لصحتنا النفسية والجسدية علي حدٍ سواء .

وفي نهاية المطاف ،يتوجّب علينا الاعتراف بأنه رغم أهميتها للإستمتاع والإلتزام بالمشاركة المجتمعيه الإيجابيه , إلا أنه ينبغى دائماً ضبط مدّة ولوائح قواعد مشاركة الاطفال والشباب بها بحيث لاتتحوّل ملكيات شخصية لهم وليس فقط لأجل الترفيه!


commentaires