هل القدر يحدد مصائرنا في الزواج؟ دراسة لقضية الزواج باعتباره قسمتاً ونصيباً بإذن الله

المقدمة يعدّ الزواج أحد أهم المحطات في حياة الأفراد المسلم، إذ يُنظَر إليه كنظام اجتماعي سامٍ يأتي ببركات وخير عام للإنسان والمجتمع بشكل عام. إلا أن

المقدمة

يعدّ الزواج أحد أهم المحطات في حياة الأفراد المسلم، إذ يُنظَر إليه كنظام اجتماعي سامٍ يأتي ببركات وخير عام للإنسان والمجتمع بشكل عام. إلا أنه بينما يرى البعض أنّ الزواج مجرد مسألة قرار شخصي، يؤكد آخرون اعتقادهم بأنّه قدر محتوم ومكتوب مسبقا لكل فرد. هذه الدراسة ستستعرض وجهتي النظر حول زواج الإنسان وما إذا كان حقا جزءً من "القسمة والنصيب" حسب رؤية الإسلام.

الجزء الأول: مفاهيم الزواج في الثقافة الإسلامية

وفق التعريف الشرعي للزواج، فهو عقد مقدس يقوم على أساس الرضى المتبادل والاستقرار النفسي والجسدي بين الطرفين. هذا العقد ليس وحده ما يعطي الزواج معناته الكاملة؛ بل تتضمن أيضاً مسؤوليات مشتركة تجاه بعضهما البعض. ينظر المعتقد الإسلامي للزواج كمشاركة حميمة وثيقة تؤسس لبنة أساسية في المجتمع، مما يشجع الشباب والسيدات على البحث عن الشريك المناسب لحياة سعيدة ومثمرة.

الجزء الثاني: دور الاستخارة والتوكيل على الله

قبل اتخاذ خطوات عملية مثل التفكير جدياً في الزواج، يجب استشارة الله من خلال أدعية خاصة تسمى بدعاء الاستخارة. تشجع السنة النبوية على طلب المشورة والإرشاد الإلهيين لفهم ما يخفيه المستقبل بشأن قرار مهم كهذا. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا هم أحدكم بأمر فأستَخارَ ربَّه وصرَّح له بالأمر فهو فيه خَيْرٌ». ويؤكد الحديث الآخر: «إذا رأيتُم امرأةً ودُدتموها دينها وكفايتها فأنكِحوا إليها»، موضحًا أولويات الاختيار الصحيحة التي تستند إلى الدين والأمان الاقتصادي قبل الجمال والمكانة الاجتماعية.

الجزء الثالث: تسليم الأمر لله والثقة بالقضاء والقدر

بالعودة للعلاقة بين الزواج والقسمة والنصيب، يمكن تتبع جذور هذا الاعتقاد لدعم روحية عميقة داخل العقيدة الإسلامية. عندما يشعر المؤمن بالارتياح الداخلي والثقة العمياء بنعم الرب وحدوده، يستطيع حينئذ قبول كل ولاية مقدرا إيّاها كتعبير عن مشيئة الخالق الحكيمة. لذلك، حين تأخذ الأمور منحنى صعباً أثناء رحلة بحث المرء عن زوج/زوجة مناسب/ة، فقد تكون تلك فرصة لإظهار مدى قوة ايمان الشخص وتحليه بصبر جميل انتظاراً لما سيؤول إليه المصير البعيد المدى والذي وضعته يد القدر النافذة منذ القدم.

الخاتمة

خلاصة القول هي أنّ فهم طبيعة الزواج كرياضة حياتية ذات جانب ميتافيزيقي يساعد الأشخاص على تقبل تحدياتهن واحتمالات نجاحاتها بروح متصالحة ومتسامية وراضية بما اختاره لهم الرب الرحيم الرحمان الرحيم جل وعلى! إنه درب اليقين لمن ساروه بحسن الظن برب العالمين وعظيم حكمته وجوده وقدرته.


سهيلة الحمامي

9 Blog Beiträge

Kommentare