التوقيع ليس مجرد ختم نهائي لرسالة أو مستند؛ بل يمكن له أن يكشف العديد من جوانب شخصية كاتبه. هذه الدراسة العميقة تستعرض كيفية استخلاص خصائص الشخصية بناءً على سلوكيات كتابة التوقيع لدى الأفراد. بداية، حجم التوقيع يلعب دوراً حاسماً في تحديد طبيعة الفرد وشخصيته.
الأحجام الأكبر عادة ما تشير إلى شعور كبير بالتفاؤل والثقة بالنفس لدى صاحبها، غالبًا يُظهر رغبته الجلية في لفت الانتباه. بينما الأحجام الصغيرة توحي باتجاه آخر - ربما يتمتع اصحاب هذه النوعية من التواقيع بطبع أكثر انطوائية ولا يحبذون الظهور الإعلامي الزائد. أما بالنسبة لحجم متوسط فهو مؤشر مثالي لموازنة بين الرغبة الطبيعية في تحقيق الذات واحترام حدود العمل الرسمي.
بالإضافة لذلك، فإن الميل العام لتوجيه الطرف الحر للتوقيع يعد أيضاً مؤشرا هاما لفهم دوافع الشخص وسلوكه الداخلي. إذا تم توجيه طرف حر للتوقيع نحو الأعلى أو موازي لاتجاه الكتابة الرئيسية، فقد يدل ذلك على قوة الروح والإرادة والتفاؤل الدائم لدى الكاتب. وفي المقابل، يشكل وجود زاوية هبوط لطرف حر للكتابة علامة واضحة على حالة نفسية أقل إيجابية والتي تحتاج دعم عاطفي ومحفز لإعادة الثقة بأنفسهم وكسر حلقة التفكير السلبي.
موقع التوقيع نفسه داخل الصفحة يعطي أيضا نظرة ثاقبة حول شخصياتنا المخفية وغير المكشوفة أمام العامة. أولئك الذين يوقعون في الجانب الأيمن من صفحة الرسم البياني هم الأكثر عرضة للشعور بعدم اليقين وتعزيز الشعور بالأمان قبل القيام بمهام تتطلب قرارات مالية جريئة. بينما تلك التي تختار وسط الصفحات كمساحة رسميتها الواضحة فهي ترتبط بشخصيات ذات طابع اجتماعي ممتاز ومعجب بها المجتمع المحلي بما فيها القدرة على التعامل بثقة وبراعتهم في تقنيات المناورة الاجتماعية للحصول على نتائج مرغوب فيها سواء كانت مهنية أم غيرها. الأشخاص الذين يضعون توقيعاتهم بالقرب من الجزء السفلي الأيسر من صفحتهم هم عموما أفراد أقوياء وصامدين لديهم القدرة على تحمل الضغوط والصمود حتى تحت وطأة ظروف عصيبة للغاية. أخيرا وليس آخرا، فأنسب موقع ممكن للحصول على مزايا شخصية مميزة هو أعلى يسار النص وهذا ينطبق فقط على هؤلاء ذوي الطبائع العنيفة والعواطف الغاضبة مما يؤثر عليهم وعلى تصرفاتهم اليومية بدون علم منهم بذلك!
هذه الاستراتيجيات التحليلية تسمح لنا بتعميق فهمنّا لسلوك الإنسان ومعرفته بصورة أشمل بدلا من التركيز فقط علي جانب واحد مثل المهارات الحركية اليدوية أثناء عملية كتابتها . إنها دعوة مفتوحة لدينا جميعا لاستخدام هذا العلم الرائج واستخدامه كوسيلة فعالة لرعاية العلاقات الإنسانية وفهم احتياجات الأقران وتحسين طريقة التواصل فيما بينكم وحقق نجاح مشترك .
