• صاحب المنشور: منتصر الغزواني
  
  ملخص النقاش:
  في السنوات الأخيرة، شهد العالم تحولات هائلة نتيجة للتقدم التكنولوجي المتسارع. أحد المجالات التي تأثرت بشدة بهذا التحول هو سوق العمل. حيث يمتلك الذكاء الاصطناعي القدرة على تغيير الطريقة التي يعمل بها الناس وتعلمهم وتطورهم. هذا المقال يستعرض كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على مستقبل الشباب المهني وكيف يمكن لهذه التقنية الجديدة تقديم فرص وفرص تحديات جديدة.

تتعدد الطرق التي يكسب بها الذكاء الاصطناعي مكانته داخل الأسواق العالمية؛ فهو ليس مجرد آلات تحمل حواسيب فحسب بل أصبح جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية - سواء كنا ندرك ذلك أم لا. هذه الروبوتات والأنظمة الآلية قادرة الآن على القيام بمجموعة واسعة من الوظائف ذات الجودة العالية والتي تتطلب مستوى معيناً من القدرات البشرية سابقاً مثل كتابة البرمجيات وصيانة القواعد البيانات وإدارة الشؤون المالية وغيرها الكثير مما يعني أنها قد تلغي حاجة بعض الأعمال إلى العمال البشريين في مجالات محددة.

على الرغم من كونها تهديد محتمل للأعمال التقليدية، إلا أنه هناك جانب آخر مهم وهو خلق فرص عمل جديدة تماما لم تكن موجودة قبل ظهور الذكاء الاصطناعي نفسه! فعلى سبيل المثال، سيحتاج السوق العالمي لقوى عاملة ماهرة أكثر فأكثر لتطوير واستخدام وتوسيع اعتماد الأنظمة المدعومة بالذكاء الاصطناعي ضمن مختلف الصناعات المختلفة وبالتالي فإن مهارات الخبرة الفنية والتفكير الإبداعي ستكون مطلوبة بكثافة أكبر فيما يتعلق بتخطيط وتنفيذ ومراقبة أداء تلك الأنظمة المعقدة.

إضافة لذلك، فإن الوصول المجاني للمعلومات عبر الإنترنت جنبا إلى جنب مع وجود موارد تعليم متاحة عالميا يعزز فرصة الحصول على التدريب المناسب والشهادات المعتمدة الخاصة بصناعة الابتكار الرقمى والتقنيات ذكية الحديثة وهذا يعني انفتح أبواب التعليم الثانوي والعالي أمام الجميع بغض النظر عن موقعهم الجغرافي أو ظروف الحياة الشخصية المحبطة. فنحن نشهد بالفعل تزايد انتشار الدورات المتخصصة والمناهج الدراسية غير الجامعية والتي تقدم مسار وظيفي جديد تمامًا للعديد ممن يسعون لتحقيق طموحاتهم العملية بدون الالتزام الكامل لدورة جامعية تقليديه مدتها اربع سنوات .

مع كل هذه الأفكار المثيرة للاهتمام حول دور الذكاء الاصطناعي في صنع مستقبلي أفضل لنا جميعا يأتي عالما مليء بالتحديات أيضا : فالقدرة علي التأقلم والتكيف ضرورية للغاية خلال عملية الانتقال نحو مجتمع ركز فيه استخدام التطبيقات المبنية علي التعلم الآلي والإنسانية بحاجة الي توضيح الطريق أمام توليفة مثالية بين الإنسان والآله لهذا السبب يعد فهم العمليات الحالية وعناصر التغيير المحتملة خطوة اولية رئيسية لنجوب ثمار عصر رقمي شامل ومستدام حقاً. ولا يفوت كذلك التأكد بأن النظام القانوني قادر على مواجهة الضّوابِط الأخلاقِية والمعايير الإنسانيه أثناء تطوّر تكنولوجيا جعلت بإمكانيتها الوصول لحالة "الإنسان الجديد".

وفي النهاية ، سيتعين علينا إعادة تصميم نظام إدارة رأس المال البشري ليناسب شكل اقتصاد يشغل فيه اختبار القدرات المعرفية والحكم الاستراتيجي محل الاعتماد الحاليَ علي العمالة المكلفة بدنيا وأعمال روتينيه تستطيع إجراءاتها قياس كمية بسيطة للغاية. إنه طريق شيق ينتظر جيل شباب اليوم وقد يشكل دفعه كبيرة نحو تحقيق رؤية عالم أكثر عدلا واقترانا بروابط عميقة ومتينة بالعالم الحديث الذي نحلم به جميعا !