يتناول علم الاقتصاد مجموعة واسعة من المواضيع المتنوعة، ولكنه ينقسم بشكل عام إلى قسمين رئيسيين هما الاقتصاد الموضوعي والاقتصاد المعياري. يركز هذان القسمان على جوانب مختلفة للاقتصاد وتقديراته وتوصياته.
فيما يتعلق بالاقتصاد الموضوعي، فهو يشير إلى دراسة الظواهر الاقتصادية كما هي بالفعل في الواقع. هذا النوع من الاقتصاد يهتم بتحليل البيانات والأرقام الحقيقية لوصف واقتصاد النشاطات الاقتصادية المختلفة. يستخدم علماء الاقتصاد في هذه الفئة الإحصائيات والملاحظات لتقديم وصف دقيق للواقع الاقتصادي الحالي. فهم يحاولون فهم كيف يعمل النظام الاقتصادي وكيف تتفاعل الجهات الفاعلة الاقتصادية مع بعضها البعض بناءً على الحقائق المرصودة.
من ناحية أخرى، يأتي الاقتصاد المعياري لتحليل وتحسين الأوضاع الاقتصادية المثالية. بدلاً من مجرد مراقبة ما يحدث حالياً، يسعى الاقتصاديون المعياريون إلى تحديد الطرق التي يمكن بها تحسين أداء الاقتصاد وخفض التكلفة وزيادة الكفاءة. هم يستعملون النظريات الرياضية والنماذج المنطقية لبناء سيناريوهات افتراضية قد تكون أكثر كفاءة. لكن يجب التنبيه إلى أنه رغم أهميتها، إلا أن توصيات الاقتصاد المعيار لا تعد تنبؤا حقيقيا لما سيفعله الناس ولن يتغير العالم عند تطبيق تلك الحلول؛ لأنها تعتمد كثيرا على الافتراضات والتوقعات التي ليست بالضرورة صحيحة بنسبة 100%.
بشكل عام، يكمل كل منهما الآخر حيث يعطي الاقتصاد الموضوعي صورة واضحة عن الوضع الحالي بينما يقترح الاقتصاد المعياري طرقاً محتملة للتحسين المستقبلي. وبالتالي فإن أي استراتيجية اقتصادية فعالة ستستعين بكلا النهجين لفهم المشهد الحالي وإعداد خطط مستقبلية محسنة.