- صاحب المنشور: سعيد بن موسى
ملخص النقاش:
مع تزايد انتشار الثورة الرقمية، شهدت العديد من المجالات تطورات مذهلة -ومنها القطاع الرياضي. توفر التكنولوجيا الحديثة أدوات جديدة لتطوير المهارات الفردية والجماعية خلال التدريبات والمباريات، بالإضافة إلى تحسين تجربة المشجعين والمتابعين عبر الإنترنت. ولكن مع هذه الفرص الكبيرة تأتي مخاطر محتملة قد تؤثر سلبًا على الصحة الجسدية والنفسية للمشاركين.
**الفرص:**
**تحليل البيانات المتقدمة وتحسين الأداء**
تستخدم فرق الرياضيين الآن تقنيات متطورة مثل أجهزة اللياقة الذكية والساعات التي تتبع الخطى لجمع بيانات حول جهد اللاعبين وتدريبهم. يمكن لهذه البيانات الدقيقة أن تساعد مدربي الفريق في تحديد نقاط قوة وضعف كل لاعب بشكل دقيق، وبالتالي تمكينهم من صياغة خطط تدريب مخصصة لكل فرد لتحقيق أفضل نتائج ممكنة. كما تُساعد أيضاً في كشف الإصابات المحتملة مبكراً مما يسمح باتخاذ إجراءات وقائية فورية.
**التفاعل والتواصل الاجتماعي المحسن**
ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في توسيع نطاق الوصول والإقبال للأنشطة الرياضية المختلفة. يمكن للمشاهدين الآن مشاهدة المباريات مباشرة أينما كانوا وفي أي وقت يرغبون فيه. هذا الأمر يجعل اللعبة أكثر جاذبية ومتعة بالنسبة للجماهير العادية ويزيد من حماس اللاعبين أثناء الأداء أمام جمهور واسع. علاوة على ذلك، فإن المنصات الإلكترونية تقدم فرصة فريدة لعرض مواهب الشباب الواعدين الذين قد لا يتمتعون بنفس مستوى الشهرة أو الدعم الذي يستحقه نجوم الصفوف الأولى.
**المخاطر المحتملة:**
**إفراط استخدام التقنية وتأثيرها السلبي على التركيز العقلي**
يمكن للإفراط في الاعتماد على الأجهزة الإلكترونية داخل الملعب وخارجه يؤدي إلى انخفاض القدرة على الاستجابة لحظات اللحظة الحاسمة بسبب زيادة الضغط النفسي الناجم عن متابعة المقاييس المستمرة للأداء. هناك أيضًا خطر فقدان الانغماس الكامل بالحدث نتيجة للتشتيت الذهني الناجم عن الارتباط الزائد بتقنيات المعلومات.
**العزلة الاجتماعية وفقدان الشخصية الإنسانية**
رغم أنها وسيلة فعالة لنشر الثقافة الرياضية عالمياً إلا أنه هنالك جيل جديد نشأ وأصبح معتمدا بكثرة على العالم الرقمي وقد ينعكس هذا الاتجاه على العلاقات البشرية الطبيعية. إن عدم الاحتكاك الشخصي والحوار المباشر بين أفراد المجتمع والشباب ومن ثم الفرق نفسها قد يعيق عملية النمو العاطفي والعقلي لأولئك المتورطين في هذه البيئة الجديدة تماماً.
خاتمة
لا شك بأن التطور التكنولوجي يفتح أبوابًا عديدة للاستفادة منه لصالح قطاع الرياضة سواء من حيث التحضيرات البدنية والفكرية قبل المنافسة الرسمية او حتى اثنائها وبعد انتهائها كذلك . لكن تبقى الحاجة ملحة لموازنة هذه الأمور لتحقيق توازن مثالي يدفع عجلة التألق ويحصن القلوب والعقول ضد الأضرار الجانبية المرتبطة بهذا النوع الحديث من أنواع الحياة اليومية المعاصرة والتي ستكون لها عواقب بعيدة المدى مستقبلاً إذا لم تتم معالجتها بحكمة علمية وعمل اجتماعي مسؤول.
