• صاحب المنشور: علاء الدين البكاي
  
  ملخص النقاش:
  في العصر الحديث، باتت وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دورًا محورياً في تشكيل وتوجيه الرأي العام العربي. بينما كانت الصحف والبرمجة الإخبارية التقليدية هي المصدر الرئيسي للمعلومات في الماضي، فإن المنصات الرقمية مثل تويتر، فيسبوك، وإنستجرام قد غيّرت الطريقة التي يتلقى بها العرب الأخبار ويتشكل رأيهم السياسي.

تأثير الوسائط الاجتماعية على السياسة العربية

1. التوعية الفورية: توفر الشبكات الاجتماعية القدرة على نشر المعلومات بسرعة كبيرة. هذا يمكن الأفراد والمجموعات من التعليق والاستجابة فوراً لتطورات الأحداث الحالية، مما يعزز الشعور بالمسؤولية المدنية لدى الجمهور ويحفزهم على المشاركة في المناقشات العامة.

1. الوصول إلى الأصوات المُثبِطة: عادة ما تعطي الوسائل التقليدية الأولوية للأصوات الأكثر سيطرة أو التأثير. ولكن الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي تكسر هذه القاعدة، حيث يسمحان للجميع بالتعبير عن آرائهم بغض النظر عن موقعهم الاجتماعي أو الثقافي.

1. تشكيل الرأي الجماعي: تسمح شبكة الويب العالمية بتكوين مجموعات عبر الإنترنت لمناقشة القضايا السياسية المشتركة وإبداء الآراء حولها. ومن هنا تتكون قوى ضغط افتراضية مؤثرة تستطيع دفع الحكومات لاتخاذ قرارات سياسية محددة بناءً على طلباتها واستجاباتها لرأي الشارع الإلكتروني.

1. عرض وجهات نظر متعددة: تتيح البرامج الجديدة فرصاً فريدة للحصول على وجهة نظر أكثر شمولاً للقضية الواحدة من خلال عرض عدة روايات مختلفة ضمن نفس الحدث. وهذا يساعد المجتمع في فهم السياقات المختلفة والشرح الدقيق لكل طرف فيما يتعلق بالقضية المطروحة للنقاش.

تحديات وآفاق المستقبل

رغم كل مزايا الوسائل الرقمية المتاحة حاليا، هناك أيضًا بعض الصعوبات المرتبطة بهذا التحول الجديد. تعتمد فعاليته بشكل كبير على جودة المحتوى المتاح والقدرة على تحديد مصدر المعلومة ومصداقيتها بعناية كبيرة بسبب انتشار الأخبار الزائفة والحملات الدعائية المضللة والتي أثرت سلبياً على ثقة المستخدمين بالأخبار المقدمة لهم عبر تلك المنصات الحديثة. بالإضافة لذلك، يواجه البعض مشكلة الوصول غير المتكافئ لهذه الأدوات التقنية بين السكان وهو الأمر الذي يقيد قدرتهم للاستفادة منها كما ينبغي مقارنة ببقية أفراد مجتمعاتنا الأخرى المحظوظين الذين يستخدمونها بحرية أكبر وبالتالي تكون لديهم فرصة أفضل للتأثير الأكبر داخل نطاق نقاشاتهما الخاصة بهم أيضاً .

وبالرغم من وجود العديد من العقبات أمام استخدام هذه الادوات بكفاءة ، إلا أنه يجب الاعتراف بأن وضع السياسيين وشركات الاعلام تقليديا تحت الضوء أصبح أمرا حتميا منذ ظهور الانترنت وما بعده - وهي علامة ايجابية نحو تطوير ثقافة ديمقراطية صحية قائمة علي أساس الشفافيه وتبادل المعرفة والعلم والمعرفه بفوائدها وسلبياتها بلا خوف ولا تحيز . إن مستقبلا كهذا سوف يحقق العدالة والأمان للشعوب الأعضاء فيه كافة طالما تم الاحتفاظ بهذه الطرق الاستراتيجية لصالح الشعب وليس لصالح أي مجموعة خاصة مفروض عليها عبء الخوف من فقدانه يوماً