• صاحب المنشور: مقبول القرشي
  
  ملخص النقاش:
  تواجه الأنظمة الصحية حول العالم تحديات متعددة، تتراوح بين الافتقار إلى البنية الأساسية والموارد الكافية حتى تعقيدات القضايا الصحية المعاصرة. هذه المشكلة ليست مجرد مسألة صحية فردية، بل هي أيضا قضية اجتماعية واقتصادية كبيرة لها تأثير عميق على الأفراد والمجتمعات والبلدان بأسرها. وفي هذا المقال، سنستكشف بعضًا من أهم التحديات التي تواجه نظام الرعاية الصحية العالمي، بالإضافة إلى استعراض الحلول المقترحة لتحسين الوضع الحالي.

التحديات الرئيسية للنظام الصحي العالمى:

1. الإنفاق غير المتكافئ: غالبًا ما تركز الحكومات على الصحة الوقائية أكثر من العلاجات الطبية الحادة مما يؤدي إلى فجوات كبيرة في الإنفاق على مختلف جوانب النظام الصحي. كما تشكل الفوارق الاقتصادية عائقا كبيرا حيث يتمتع السكان الأكثر ثراء بمزايا أكبر فيما يتعلق بالحصول على الخدمات الصحية مقارنة بالأكثر فقراً.

1. الأمراض المستمرة وكبار السن: مع تقدم العمر السكاني والتغيرات البيئية والسلوكية، ازداد انتشار الأمراض المزمنة مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض المناعة الذاتية. تحتاج هذه الحالة إدارة طويلة المدى مصاحبة بتكاليف مرتفعة قد يجد العديد منها صعوبات مادية لتغطيتها.

1. الوباءات والجوائح: ظلت جائحة كورونا الدليل المؤسف على هشاشة نظمنا الصحية عالمياً عندما انهارت أمام الفيروس الجديد الذي لم يكن لدينا تطورات علمية سابقة عنه. أكدت الجائحة ضرورة الاستثمار في البحث الطبي والاستعداد للتهديدات الناشئة.

1. نقائص الكوادر البشرية: هناك نقص كبير في عدد العاملين بالقطاع الطبي بما يشمل الأطباء والممرضات وغيرهم ممن يعمل خلف الكواليس. وهذا النقص يعوق قدرة الدول على تقديم خدمات رعاية صحية فعالة وكافية لجميع المواطنين خاصة بالمناطق الريفية أو الفقيرة.

الحلول المقترحة لتحسين القطاع الصحي العالمي:

1. التعاون الدولي: يمكن تحقيق نتائج ملحوظة عبر تبادل أفضل الممارسات والمعرفة العلمية الحديثة بين البلدان المختلفة. زيادة فرص تدريب وتبادل الخبرات للأطقم الطبية ستساهم أيضاً في حل مشاكل ندرة المهارات الطبية المتخصصة.

1. الاستثمارات العامة والخاصة: من خلال ضخ المزيد من الأموال في قطاع الرعاية الصحية، سواء كانت تلك الاستثمارات حكومية أم خاصة، يمكن دعم توسيع القدرات الطبية وغرس ثقافة الوقاية والعناية الذاتية داخل المجتمع المحلي.

1. تقنية المعلومات والصحة الإلكترونية: استخدام التقنيات الذكية وتحويل البيانات الصحية إلى رقمية سيقلل الوقت الزائد ويحسن دقة التشخيص ومن ثم يخفض تكلفة العلاج المرتبط بها. أيضًا، توفر الأدوات الرقمية الفرصة للحفاظ على سرية بيانات المرضى وضمان قابلية نقل حالتهم الصحية عند التنقل خارج حدود الدولة الأصلية للمريض.

1. **تحالف مجتمعي>: إنشاء شبكات محلية داعمة تسعى لمساعدة الأشخاص ذوي الدخل المنخفض بغرض الوصول لخدمات طبية مناسبة لهم ولأطفالهم هو هدف جماهيري مهم يحقق قيمة أكبر لكل شخص. كذلك، التعليم حول طرق الحياة الآمنة والقضايا الطبية الشائعة يساعد أفراد الجمهور بأنفسهم باتخاذ خيارات حياة أفضل لحماية سلامتهم الشخصية وصحة مجموعاتهم الاجتماعية الأصغر حجمًا.

هذه مقدمة موجزة لما يعاني منه منظومة الرعاية الصحية الدولية وما يقابل ذلك من إجراءات محتملة للتغيير نحو الأفضل. يتطلب الأمر تصميما سياسيا جديا وعلى مستوى عالٍ للاستجابة لهذه التعقيدات واستحداث نموذج جديد مستدام للعصر الحديث يستهدف كل شرائح المجتمع بلا استثناء ويتجاوز الحدود الوطنية الضيقة ليصل لمنظومة إقليم