• صاحب المنشور: فتحي الدين الكتاني
  
  ملخص النقاش:
  في عالمنا المعاصر حيث تتسارع وتيرة التحول الرقمي والتقدم التكنولوجي، يبرز السؤال الحاسم حول كيفية تحقيق توازن بين هذه الثورة التكنولوجية وبين حماية البيئة. يشكل هذا التحدي أحد العناصر الأساسية التي ستؤثر على مسار الاستدامة العالمية خلال العقود القادمة. فبينما تتيح لنا التقنيات الحديثة الفرصة لتحقيق كفاءات غير مسبوقة واستخدام موارد أقل بكثير مما نستطيع الوصول إليه اليوم، فإنها أيضاً قد تؤدي إلى آثار بيئية سلبية إذا لم يتم التعامل معها بحذر.

تُعد الطاقة المتجددة واحدة من أهم المناطق التي يمكن للتكنولوجيا أن تترك بصمتها عليها بشكل كبير. فعلى سبيل المثال، أدى تطوير الخلايا الشمسية ذات الكفاءة الأعلى وأنظمة تخزين البطاريات المتطورة إلى جعل توليد الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية أكثر جدوى واقتصادًا. بالإضافة لذلك، فإن تحسين كفاءة المحركات، سواء كانت تلك المستخدمة في السيارات أو الطائرات أو القطارات، يساهم أيضا بشكل فعال في خفض استهلاك الوقود الأحفوري وانبعاث الغازات الدفيئة المرتبط به.

ومن جهة أخرى، نعاني من مشكلة كبيرة تتمثل في إدارة الكم الهائل من البيانات والنفايات الإلكترونية الناجمة عن الهواتف الذكية والأجهزة الأخرى المنتشرة الآن بشكل واسع. رغم كون إعادة التدوير للمنتجات الإلكترونية ممكنًا، إلا أنه ليس عملية سهلة بسبب تعقيد المواد الموجودة داخل الأجهزة - والتي غالبا ما تحتوي على مواد سامة مثل الزئبق والكادميوم - مما يخلق ضررًا بيئيًا محتمل أثناء مراحل التصنيع والإنتاج والاستهلاك النهائي لهذه الأجهزة. ويبدو الحل الواضح هنا يكمن في تصميم منتجات رقمية أكثر قابلية لإعادة التدوير وصديقة للبيئة منذ مرحلتها الأولية.

وفي ظل اتساع رقعة المدن الذكية وانتشار تقنية الإنترنت الأشياء (IoT)، نشهد ظهور العديد من الحلول المستندة إلي الذكاء الاصطناعي والتي تسهم بتحقيق انخفاض ملحوظ فيما يتعلق بإستهلاك المياه والكهرباء وغير ذلك مما يعزز الرفاه الاجتماعي والمستويات الاقتصادية للسكان المحليين بينما يحافظ أيضًا علي سلامة الموارد الطبيعية للأجيال القادمة. فالاستخدام الفعال لأنظمة جمع وتحليل بيانات المراقبة لحالة المرور مثلاً يسمح باتخاذ قرارات ذكية بشأن تنظيم حركة السير وخوص طرق جديدة لتقليل وقت الرحلات والحفاظ علي جودة الهواء المحلي كذلك الأمر بالنسبة لمنظومات ري الحدائق العامة وفق حاجتها للمياه بناءا علي كميتها متاحة بالفعل لدي المدينة والذي يجدر بنا التنويه اليه انه فرجع الامر الي فريق مختص لتنظيم عمليات الري بمجرد حدوث أي تغييرات مفاجأة بأحداث طبيعة كالامطار المفاجئه كما يمكن للحلول المبنية علي ادوات التعلم الآلي تحديد نقاط الاختناق المحتملة ضمن شبكات تصريف مياه الأمطار ومن ثم العمل علي تعديل هيكلها البرمجية والإدارية للإدارة أفضل لما بعد الاعاصير والأمطار الموسمية بشدة بالغالب.

ويحنّي أيضا دور تقنيات Blockchain الذي يغدو اكثر بروز اكثر يومآ واخر وذلك نظراً لجوانب مقاومته للإحتيال وعدم قابليتوثاقته بغض النظر مدى ثقل حجم المدخلات عبر سيروره ولدينا مثال حي بخصوص تجربة دبي لتطبيق نظام مصروف الهويات الرقميه يستخدم بنى تحتية بلوكتشين لدعم اعتماد شعبي موسع للهوية الشخصية الموحدة للدولة بما يحقق عدد مرات استخدام مبهر وصل حتى اللحظة لأكثر مليون مستخدم . وهذه المنظومة توفر مستوى عالي للغاية عند عم