• صاحب المنشور: هناء بن مبارك
  
  ملخص النقاش:
  مع استمرار تطور وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI)، أصبح لهذا التحول الكبير تأثير كبير على سوق العمل العالمي. هذه التقنية المتقدمة قادرة على أداء العديد من المهام التي كانت حكراً على الأيدي العاملة البشرية سابقاً. هذا المقال يستكشف كيفية تأثيرات AI على أنواع مختلفة من الوظائف، مع التركيز على كلا الجانبين الإيجابي والسالب لهذه العملية.

التأثير السلبي:

تتوقع الدراسات أن بعض الوظائف قد تتضرر بشدة بسبب اعتماد الشركات للذكاء الاصطناعي. الروبوتات والأتمتة - وهي أدوات رئيسية للذكاء الاصطناعي - يمكنها القيام بمهام روتينية بكفاءة أكبر وأقل تكلفة مقارنة بالعمال البشريين. العمال ذوو المهارات الدنيا هم الأكثر عرضة للخطر حيث يتعزز استخدام الذكاء الاصطناعي لأنهم غالباً ما يقومون بالمهام القابلة للتعميم والاستنساخ بواسطة الآلات. دراسة أجرتها مؤسسة McKinsey تشير إلى أنه بحلول عام 2030، حوالي 800 مليون وظيفة حول العالم ستكون مهددة بنمو الذكاء الاصطناعي.

على الرغم من ذلك، فإن فقدان الوظائف ليس محض سلبي؛ فهو يوفر فرصة لإعادة الهيكلة والتكيف. فبدلاً من الاعتماد الكامل على الأشخاص لأدوار متكررة، يمكن للموارد البشرية الآن تركيز جهودها نحو مجالات أكثر تعقيدًا تحتاج إلى مهارات بشرية فريدة مثل الابتكار والإبداع والحكم الأخلاقي.

التأثير الإيجابي:

بالإضافة إلى الفرص الجديدة للاستثمار في التعليم والتدريب، هناك فوائد مباشرة للأفراد والشركات عند الاستخدام الأمثل لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. العمليات المحسنة عبر مختلف القطاعات - من الرعاية الصحية إلى الزراعة - تؤدي إلى زيادة إنتاجية وكفاءة شاملة. كما توفر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي فرص عمل جديدة لمجموعة واسعة من المواهب الإنسانية بما في ذلك مطوري البرمجيات ومحللي البيانات ومختبري الجودة وغيرهم ممن يعملون خلف الكواليس لجعل الذكاء الاصطناعي يعمل بكفاءة عالية.

في النهاية، يبدو واضحا أنه رغم وجود مخاطر مرتبطة بتوسّع الذكاء الاصطناعي في عالم الأعمال، إلا أنها تحمل أيضا وعدا كبيرا بإحداث تغيير جذري وتحسين حياة الناس اقتصادياً واجتماعياً طالما تم التعامل معه بطريقة مسؤولة واستراتيجية بعناية. إن الطريق أمام تحقيق بيئة عمل مستدامة ومرونة توازن بين الإنسان والمعدات الحديثة مليء بالتحديات ولكنه أيضًا يعج بالإمكانات الثورية المحتملة لحياة أفضل.