تقع جمهورية لاتفيا في شمال شرق أوروبا، وهي دولة تتميز بتاريخ ثقافي غني وموقع استراتيجي مهم. تحدها ليتوانيا غرباً, روسيا الشرقية, وإستونيا الشمال الغربي. تعد ريغا عاصمة البلاد وأكبر مدنها أيضاً. يعود وجود الإنسان الحديث إلى هذه المنطقة إلى العصر الحجري القديم, حيث تشير الاكتشافات الأثرية إلى مستوطنات بشرية تعود لأكثر من عشرة آلاف سنة مضت. خلال القرون الوسطى, كانت لاتفيا جزءاً من الإقليم الليوني تحت سيطرة الدوقيات البلطيقية. وبعد ذلك، شهدت فترة طويلة كجزء من المملكة البولندية-الروسية قبل أن تصبح مقاطعة ألمانية بعد حروب النابليونية وحتى الحرب العالمية الأولى.
بعد تفكك الاتحاد السوفيتي عام 1991، أعلنت لاتفيا استقلالها رسمياً. منذ الاستقلال، عملت الحكومة اللاتفية بجد لتحقيق التنمية الاقتصادية والاستقرار السياسي. اليوم، تعتبر اقتصاداتها واحدة من أكثر الاقتصاديات نمواً في منطقة اليورو، مع التركيز بشكل خاص على الخدمات المالية والتكنولوجيا الرقمية. وعلى الرغم من تأثيرات التاريخ العديدة التي شكلتها، فقد احتفظت لاتفيا بتراث ثقافي فريد يتمثل في موسيقاها الشعبية التقليدية وعاداتها الغذائية وفن فنارز ("فن الرسم بالألوان الطبيعية"). هذا الفن الجميل يستخدم فيه ألوان طبيعية لإنتاج لوحات زخرفية تستعرض الحياة اليومية والحكايات الشعبية.
بالإضافة إلى ثروتها الثقافية, تمتلك لاتفيا جمال طبيعي خلاب يشمل الغابات الواسعة والمياه الصافية لساحلها الشمالي الشرقي المترامي الاطراف مما يجعلها وجهة شهيرة للسياح الذين يرغبون برؤية المناظر الخلابة والاستمتاع بنسيم البحر المنعش. كما أنها توفر فرصة لدراسة اللغة الرومانية القديمة والتي مازالت تستخدم حتى يومنا هذا بممارسات دينية محلية خاصة. إن التعايش بين التقاليد القديمة والعصرية يعد ميزة بارزة لهذه الدولة الأوروبية الصغيرة ولكن ذات التأثير الكبير عبر الزمان والمكان.
