تحتل منطقة سيبيريا الواسعة جزءاً كبيراً من شرق أوروبا وآسيا، وتمتد عبر مساحة شاسعة داخل حدود جمهورية روسيا الاتحادية. تحد سيبيريا من الغرب جبال الأورال العظيمة، لتشكل بذلك خط نهاية آسيا الأوروبية ودخول آسيا الشرقية. تبدأ هذه المساحة الرَّحبَة شمالاً عند مياه المحيط المتجمّد الشمالي العذبة والمحيطة بصخورها الصماء التي تعكس صورة الحياة الجليدية البكر، ثم تستقر نحو الجنوب حتى تخترق الحدود المناخية الدافئة لمونتغولا وللحقول الذهبية للصين. وبذلك فإن موقعها الجغرافي يجعل منها رأس حربة روسية ممتدة باتجاه كلتا القارتين الكبيرتين: آسيا وأوروبا.
إن تحديد مكانها بدقة يمكن ربطه بمجموعة من الخطوط الطول والعرض، فنجده عند خط طول 105°E واتِّجاه latitude شمالي وهو ما يشير إلى أنها تحتل معظم الجانب الشرقي للأراضي الروسية فيما يسمى الآن "منطقة سيبيريا الاتحادية". هذا الموقع الاستراتيجي جعل منها مركز جاذبية طبيعية ومتحف حي للتاريخ الطبيعي والجغرافيا البشرية معًا، مما يدفع الكثيرين لاستكشاف كنوزها ومعرفة أسرار صحاريها والجبال المغطاة بطبقات ثلج بيضاء كثيفة.
تنقسم جغرافياً وسكانياً إلى عدة أقسام مميزة تتمثّل بجبال آلوريل الغربية التي تفصلها عمّا تبقى من أرض الوطن الأم الروسي القديم، وسلاسل مرتفعات شاهقة تسمى "سهول سيبر" وفوقهما تظهر هضاب متنوعة أشكالها وانحدارات مختلفة تشتهر بإنتاج الفحم والنفط والمعادن الأخرى كالحديد والماس وغيرها الكثير مخفية بعمق الأرض الجوفية لهذه المنطقه الرحيبة التي تعتبر الأكبر قطعاً حسب مساحاتها الضخمة مقارنة بالحيز الحيوي لكوكبنا فسواء كانت زيدتها تأتي بسبب غزارة خصوبة تربتها أم لأنه تكثر بها المسطحات المالحة والبحيرات الداخلية أو بسبب امتداد أحواض أنهار عظيمة مثل النهيانغارس او ليناو تيغرس وما حول تلك الناحية منها فهو أمر حقٌ يكشف مدى اتساع رقعة ذاك الموطن المكتشف حديث نسبياً خلال القرون الأخيرة طيلة تاريخ الإنسانية المعروف لنا.
وفي الجهة الأخرى تمثل منطقة بايكال اقل حجماً لكن ذات جمال خاص نظرًا لما تقدمه لقاصديها ممن يحملون سبباً للسفر ومشاهدة عجائب الدنيا الطبيعية بتلك البيئة السياحية البدائية الخام وفي نفس الوقت عصريه الوضوح والتقدم العلمي الحديث بشهادتهم الشخصية أثناء رحلابهم البرية داخل ديار سكان العربات الانجلوساكسونيين الذين استوطوها قبل قرنين مضت وكذلك قبائل الهومانس الاصليين الذين عاشوا هناك منذ آلاف الأعوام مرقنة ثقافي اجتماعي وثقافة شعبيه مرتبطه بتاريخ الشعوب القديمة .
هذه الجغرافيا الواسعة ليست فقط مساحة فارغة بل مليئة بالألمعانات الثقافية والتاريخية والدينية والإنسانية المختلفة الأمر الغريب ان لكل منطقه قصتها الخاصة وصولا الى اكبر مدن سيبيريا كراسنويارسك وايراكوتسك اضميتسا نوڤوسيبيرسك وكل منه لها ذواق مختلف للعيش اليومي وفق طبائع السكان المقيمة فيها سواء كانوا من الاصلروس او الاجئبين بعد فترة الغزو العسكري السابق لهم والذي ادخل العديد منهم الى الداخليات المدنية التعليميه بحثاً عن مستوىمعيشي افضل فهم يعيشون حاليا فى تناغم راقٍ مجتمعي متعدد الاختلاطاته العنصرية والقوميات المختلفه بما هم عليه الأن من زخم حضاري جميل رغم اختلاف موروثات اطراف المجتمع الجديدة عنها بكثير ولكن يبقى سر شعبيتهم واحترافيتهم واحترادهم لحفظ تراث آبائهم وحماية عادات اجدادهم شيئ رائع للغاية تجسد فيه روح المواطنة الحقيقيه تجاه وطن جديد غير الأصل .
